بريل ديدي أوغلو - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

عادت الحرب على غزة إلى نقطة البداية. فبعد حرب استمرت قرابة الشهر بدأت في مصر محادثات لوقف إطلاق نار طويل الأمد. بعض شروط الهدنة طويلة الأمد التي نوقشت كانت من الأصل نفس الشروط التي تم التوصل إليها بعد الحرب السابقة.

مفاوضات الهدنة طويلة الأمد كانت ضمن إعلانات لهدنة مؤقتة وقصيرة جدا. كان الطرفان مع بدء المفاوضات أو حتى خلالها ينقضان الهدنة تلو الهدنة وهذا تفسيره أن الطرفين لا يملكون الإرادة لقبول الرجوع خطوة واحدة إلى الوراء. فكان الطرفان يطلقان الصواريخ من حين لآخر حتى يثبتا أنهم ليسوا مضطرين للرجوع خطوة إلى الوراء. أما الهجوم الأخير فكان الذي شنته إسرائيل مستهدفة قائد الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف الذي نجا بنفسه واستشهدت زوجته وابنه.

وبانطلاق الصواريخ ردا على ذلك، انسحبت إسرائيل من طاولة المفاوضات وبالتالي انسحابها من محادثات الهدنة طويلة الأمد. ولكي تعود مجددا إلى الطاولة يجب حصول تطورات مختلفة تماما أو أن يقبل أحد الطرفين بانتصار الطرف الآخر.

طموح الانتصار

من الصعب أن تخضع حماس لإسرائيل، لأنه لم يتبق شيء لتخسره. فموضوع الهزيمة-الانتصار ليس ضمن حسابات حماس على قدر ما هو ضمن الحسابات الإسرائيلية. الشعب في إسرائيل يتساءل عن جدوى أطنان القنابل التي نزلت على غزة، والصواريخ ما زالت تنهال عليهم وهم لا يزالون في الملاجئ.

وافق نتنياهو خلال محادثات القاهرة على بعض طلبات حماس لكن بعض البرلمانيين الإسرائيليين يتهمون نتنياهو بمحاولة الخضوع لحماس دون تحقيق أي انتصار في غزة.

هذه حقيقة، البعض في إسرائيل يرون حتى نتنياهو شخصية معتدلة وليّنة. أما موضوع النصر بالنسبة لهؤلاء المتشددين فهو غير واضح. هل يريدون قتل كل سكان غزة؟ أم سيعلنون النصر بعد قتل كل قادة حماس؟ هذا غير واضح. لا يسمح وضع إسرائيل الدولي بارتكاب المزيد من القتل لأنها استنفدت كل قدرات الدول التي تدعمها في غض الطرف عن جرائمها. أما قتل قادة حماس، فحماس لا تنتهي بقتل قادتها أبدا، على العكس تماما، كل عملية اغتيال تزيدها قوة أكثر فأكثر.

الخوف من الهزيمة

استفزاز المتشددين لحركة حماس وسعيهم وراء إلحاق هزيمة نكراء بها لن يستمر طويلا، لأن الحرب التي استمرت لقرابة الشهر ألحقت بإسرائيل خسائر باهظة جدا. هذه التكلفة، كانت تكلفة مادية وأخرى معنوية. ومن الواضح جدا أن استمرار الحرب سيلحق بهم المزيد والمزيد من تلك الخسائر.

يتم تعويض معظم الخسائر الاقتصادية الإسرائيلية من الولايات المتحدة الأمريكية، لكن أوباما يفضل الآن أن تقوم إسرائيل بعمل هدنة طويلة الأمد بدلا من استمرار الحرب. ويُفهم من ذلك أنهم بحاجة إلى زمن طويل لكي يتخلصوا من الآثار النفسية لهذه الحرب. أما الاستمرار بمحاربة حماس سيجعل المعتدلين في إسرائيل يصبحون متطرفين والمتطرفون سيصبحون أشد تطرفا.

علينا الاعتراف أيضا بأن حماس قدمت أفضل أداء لها في هذه الحرب خلال طيلة فترة نضالها ضد إسرائيل. وما دامت حماس تشكل خطرا على إسرائيل بهذا الشكل فإن إسرائيل لن تخرج من هلوسة الأمن. هلوسة الأمن تعني التخلي عن الحرية من أجل الأمن. ومن المعروف أن النظر لكل حادثة من زاوية أمنية سيقود إلى مجتمع غير آمن أبدا.

عن الكاتب

بريل ديدي أوغلو

كاتبة في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس