الجزيرة نت

وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جماعة الداعية فتح الله غولن بـ"العصابة" وتعهد باستمرار مكافحتها من أجل حفظ الأمن الوطني. وأكد أنه سيقوم بمهام منصبه وفق الدستور من أجل إقامة تركيا "جديدة ومختلفة"، مستعرضا رؤيته في القضايا التي تشهدها دول الجوار وما تعرف ببلدان "الربيع العربي".

ففي حلقة الجمعة 29/8/2014 من برنامج "لقاء خاص"، قال الرئيس التركي إن جماعة الداعية غولن حاولت التقرب من حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ 12 عاما بوصفها جماعة دينية "وقد تلقت الدعم وفق القانون، لكنها تحولت إلى عصابة ومافيا مما دعا الدولة لتسجيلهم باسم الكيان الموازي".

وأضاف أردوغان "اعتدنا وصفهم بجماعة دينية لكنهم خرجوا من طور الجماعة إلى عصابة تريد النفاذ إلى مؤسسات الدولة في كيانات خاصة"، مؤكدا عزمه "عدم السماح لهذه العصابة بتهديد أمن البلاد وإنشاء دولة داخل الدولة".

وأعلن عن مرحلة جديدة في مسار مواجهة التنظيم الموازي عبر تشريعات ستصدر عن البرلمان فور انتهاء عطلته الصيفية.

وعبر عن سعادته بثقة الشعب التركي التي أنجحته في الانتخابات التي أجريت الشهر الماضي من الجولة الأولى، مشيرا إلى أن هذه الانتخابات التاسعة التي يخوضها الحزب ويفوز بها. وأرجع ذلك إلى النجاحات السياسية والاقتصادية التي أحرزها حزبه.

وحول تكليف أحمد داود أوغلو بمنصب رئيس الوزراء، قال أردوغان إن هذا الاختيار وقع بعد استشارات واسعة مع العديد من الأطراف أكدت جميعها أن وزير الخارجية السابق هو الأنسب لهذه المرحلة.

وأوضح الرئيس أنه يعرف داود أوغلو منذ شبابه قبل أن يعمل مستشارا له في رئاسة الوزراء، وأنهما منسجمان من الناحية الفكرية ، ووصف أردوغان رئيس الوزراء بأنه دؤوب وكثير العمل وأظهر نجاعة وكفاءة في منصبه بالخارجية.

وبشأن علاقته بالرئيس السابق عبد الله غل، أكد أردوغان أن علاقتهما "ممتازة" كما كانت قبل ترشيحه لمنصب الرئيس منذ سبع سنوات، ملمحا إلى أن محاولات إثارة الفتنة بينهما لم تنجح.

وعلى صعيد آخر، أكد أردوغان أنه لا مجال للعنصرية في تركيا، في إشارة إلى أوضاع الأكراد في بلاده ، وقال "المشاكل التي يعاني منها الأكراد في تركيا أنا أعاني منها".

وتعليقا على الأوضاع الميدانية في دولة العراق المجاورة، أعلن أردوغان أنه لا يرغب في رؤية أي انقسام في العراق وأن يبقى موحدا، ورفض مقترحات الفيدرالية المتداولة ووصفها بأنها رؤية غربية تهدف لتقسيم العراق وجعله مسرحا للاقتتال الداخلي.

وفيما يتعلق بالأتراك الـ49 المختطفين منذ سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على الموصل (ثاني كبرى المدن العراقية)، أكد الرئيس التركي استمرار المساعي الرامية لحل الأزمة وعودة المواطنين الأتراك إلى بلادهم سالمين.

وعن اتهام إسرائيل تركيا وقطر بدعم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قال أردوغان إن تعاوننا مع قطر هو لدعم المظلومين في غزة، كما كان التعاون في سوريا من أجل الوقوف إلى جانب المظلومين فيها. وأضاف "إذا كان الوقوف بجانب المظلوم ذنبا فسأكون أسعد شخص بهذا الذنب".وعن الثورة السورية قال أردوغان إن ظلم بشار الأسد أدى إلى الفوضى وظهور وتعدد الحركات المتطرفة في سوريا.

أما على صعيد اللاجئين السوريين في تركيا، فقال إن بلاده تؤوي مليون و250 ألف لاجئ وإنهم بصدد تطوير قانون خاص للسوريين يتيح لهم أن يكونوا أصحاب أعمال وأصحاب مهن في تركيا ويمنحهم وضعاً حقوقياً أفضل.

وفي الشأن المصري وعن الاعتراف بالنظام السياسي فيه بعد انتخاب عبد الفتاح السيسي، قال "إن ما شهدته مصر لم يكن انتخابات نزيهة بل انتخابات موجهة".

وأضاف أن "رئيس الجمهورية المنتخب محمد مرسي أقصي بانقلاب عسكري ووضع في السجن، ولذلك لا يمكن وصف النظام الانقلابي بأنه ديمقراطي بأي حال".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!