عبد القادر سلفي - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس

هناك فروقات عديدة بين الأجواء التي نعيشها قبل انتخابات 1 تشرين الثاني/ نوفمبر، وبين ما كان عليه الوضع في انتخابات حزيران/ يونيو، فهل سيساهم هذا الأمر بحصول حزب العدالة والتنمية على نسبة تؤهله لتشكيل الحكومة لوحده؟ أم ستدخل تركيا في عهد الحكومات الائتلافية؟ هذا ما سنعرفه ليلة 1 تشرين الثاني/ نوفمبر.

ما هي الفروقات بين انتخابات 1 تشرين الثاني/ نوفمبر، وبين انتخابات 7 حزيران/ يونيو الماضية؟

- كان هناك تراجع في نسبة تأييد حزب العدالة والتنمية حسب استطلاعات الرأي التي جرت قبل انتخابات 7 حزيران، لكن هناك ارتفاعا واضحا في كل استطلاعات الرأي التي تجري قبل الانتخابات المقبلة.

- كانت هناك نسبة من المؤيدين لحزب العدالة والتنمية أصبحت تريد التصويت لحزب الحركة القومية قبل انتخابات 7 حزيران، لكن ما يحدث الآن هو العكس تماما، فهناك نسبة من المؤيدين للحركة القومية سيصوتون لحزب العدالة والتنمية يوم الأحد المقبل.

- كان ناخب حزب العدالة والتنمية ينتقد حزبه قبل انتخابات 7 حزيران، لكنه اليوم يقدم كل الدعم له، وقبل انتخابات 7 حزيران كنا نتساءل هل سيتجاوز حزب الشعوب الديمقراطي نسبة الحسم، لكننا اليوم نتساءل هل سيستطيع حزب العدالة والتنمية تشكيل الحكومة لوحده.

- قبل انتخابات 7 حزيران كانت الرياح تجري وفق ما لا يريده حزب العدالة والتنمية، أما اليوم فالرياح تجري بما تشتهي سفن الحزب، وقبل انتخابات 7 حزيران كان هناك نسبة أصوات من حزب الشعب الجمهوري تتجه نحو حزب الشعوب الديمقراطي من أجل أن يتجاوز الأخير نسبة الحسم، لكن اليوم هناك ارتفاع في نسبة تأييد حزب الشعب الجمهوري.

- أدركت أوساط عديدة من شعبنا حساسية الموقف بعد انتخابات 7 حزيران وعدم التمكن من تشكيل حكومة توافق، ولهذا هم يريدون الآن إعادة الاستقرار السياسي، كي تستمر عجلة النهضة بالدوران.

وصلنا إلى المرحلة الأخيرة قبل الانتخابات المقبلة، وسنتجه نحو صناديق الاقتراع بعد أيام، وسيكون السؤال الذي يشغل بال الشعب التركي، هل سيستطيع حزب العدالة والتنمية تشكيل الحكومة لوحده صباح يوم 2 تشرين الثاني/ نوفمبر، أم أننا سنتجه إلى حكومة ائتلافية؟

ستحدد انتخابات 1 تشرين الثاني/ نوفمبر الشكل السياسي لتركيا على مدار 4 سنوات قادمة، فهل سيتم إدارة الدولة التركية من قبل حكومة حزب واحد؟ أم ستدار من قبل حكومة ائتلافية؟ للحصول على إجابات تقريبية تحدثنا مع السيد إبراهيم أوصلو مدير مؤسسة (ANAR) إحدى مؤسسات استطلاع الرأي في تركيا.

وقد تحدث السيد إبراهيم أوصلو عن أنّ "ارتفاع نسبة المشاركة في التصويت خارج تركيا يزيد من فرصة حزب العدالة والتنمية، وهو اليوم أقرب ما يكون بعد انتخابات 7 حزيران لتشكيل الحكومة لوحده".

تعتبر مؤسسة (ANAR) الأكثر مصداقية في رصد وتوقع نتائج الانتخابات، ونتائجها كانت هي الأقرب لما أنتجته صناديق اقتراع انتخابات 7 حزيران، وقد سألت السيد إبراهيم عن فائدة زيادة التصويت في خارج تركيا بالنسبة للعدالة والتنمية، وأجاب "الأصوات في الخارج ستمنح العدالة والتنمية 9-10 مقاعد إضافية"، وأضاف: "إذا كانت نسبة المشاركة في الانتخابات المقبلة هنا في تركيا مرتفعة كما كانت عليه في الخارج، فإنّه من الممكن أن يستطيع حزب العدالة والتنمية تشكيل الحكومة لوحده".

لا شك أنّ الشعب سيكون مرهقا من الذهاب إلى صناديق الاقتراع في فترات متقاربة، ومؤسسات استطلاع الرأي تشير إلى أنّ نسبة المشاركة ستكون مرتفعة، لكن ماذا إذا كانت نسبة المشاركة منخفضة؟ كيف سيؤثر ذلك على حزب العدالة والتنمية؟

يقول إبراهيم أوصلو: "هذا أكثر أمر يشكل خطرا على حزب العدالة والتنمية خلال الانتخابات المقبلة، فقد كانت نسبة المشاركة في انتخابات حزيران 83.92%، ولهذا يجب أنْ تكون نسبة المشاركة في الانتخابات المقبلة على الأقل 83.92% حتى يستطيع حزب العدالة والتنمية تشكيل الحكومة لوحده".

وأشار إبراهيم أوصلو إلى زيادة نسبة التأييد لحزب العدالة والتنمية منذ انتخابات 7 حزيران حتى الآن، لكن الانفجار الذي حصل في أنقرة أدى إلى انخفاض بنسبة 0.5% للحزب في نتائج استطلاعات الرأي، لكن الغريب أنّ ما حصل بعد الانفجار هو ارتفاع في نسبة تأييد أحزاب اليسار، حيث زادت لحزب الشعب الجمهوري بمقدار 1% ولحزب الشعوب الديمقراطي بنسبة 0.5%، وعلى ما يبدو فإنّ الحزب الوحيد الذي سيشهد تراجعا في نسبة التأييد له هو حزب الحركة القومية، وحزب السعادة الذي يبقى خارج البرلمان.

هناك انتقال بنسبة 1% من أصوات حزب الحركة القومية ستذهب لحزب العدالة والتنمية، وأصوات 1% أخرى ستذهب لحزب الشعب الجمهوري، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أنّ الأصوات التي ستتجه لحزب العدالة والتنمية مصدرها المحافظين الوطنيين، بينما الأصوات التي ستميل لحزب الشعب الجمهوري مصدرها القوميين.

وقد أشار إبراهيم أوصلو إلى "حاجة حزب العدالة والتنمية لمليون صوت" من أجل أن يشكل الحكومة لوحده، فمن أين سيحصل على هذه الأصوات؟ يقول أوصلو: "على حزب العدالة والتنمية إقناع ناخبيه القدامى، فإذا نجح بإقناع 4-4.5% من الذين لم يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع للتوجه يوم الأحد والتصويت له، حينها سيستطيع الحزب تشكيل الحكومة لوحده".

ولهذا فإنّ كل صوت هو مهم جدا، وهذه الأصوات قد يستطيع حزب العدالة والتنمية تحقيقها من محافظة واحدة كبيرة كاسطنبول، وقد ذكر إبراهيم أوصلو أنّ "تشكيل حكومة من العدالة والتنمية بأريحية يحتاج لحصول العدالة والتنمية على 285 مقعدا".

نحن نرى ضوء العدالة والتنمية في نهاية نفق تشكيل الحكومة لوحده، لكن الأهم هو أن يدرك شعبنا ويرى ضوء مستقبل أفضل له ولدولتنا.

 

عن الكاتب

عبد القادر سلفي

كاتب في صحيفة حرييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس