سامي كوهين – ملييت - ترجمة وتحرير ترك برس

لا يسأل الحزب عادة مثل هذا السؤال عندما يظل على سدة الحكم، فمن المتوقع له أن يستمر بالسير على ذات السبيل القديم؛ وهذا الامر ينطبق بداية على الوضع التركي بعد نتائج الانتخابات الأخيرة، بمعنى آخر حزب العدالة والتنمية الذي وصل إلى السلطة من جديد سيستمر باقتفاء أثر خطاه القديمة بشأن السياسة الخارجية وسنرى فترة جديدة لسياسته التي بدأها قبل 13 عام. حزب العدالة والتنمية وفي الأعوام الاخيرة سلك طريقًا نشطة ومليئة بالتحديات في سياسته الخارجية، فبثقة نفس عالية لعب دورًا فعالًا وتبنى مواقف مهمة سواء على مستوى المنطقة أو العالم، وأضاف للسياسة الخارجية التقليدية مجموعة جديدة من المفاهيم والتطبيقات ليترك بذلك بصمة خاصة وأساليب أيديولوجية جديدة في أساليب السياسة الخارجية.

مثل العادة

من المتوقع أن تبقى تركيا في هذه الفترة داخل نفس الخطوط التي قد كان رسمها مهندسو السياسة الخارجية الحالية  رجب طيب أردوغان وأحمد داود أوغلو.

لحكمة ما كل الأحداث الكبيرة في العالم تدور بمناطق قريبة من تركيا وتتطور الأحداث بهذه المناطق المضطربة بشكل وسرعة تفوق التوقعات، ولهذا  السبب يجب على الدبلوماسيين الأتراك أن يجدوا استراتيجيات جديدة وبشكل مستمر وأن يغيروا من معايير موازينهم القديمة لتتناسب مع الأوضاع المستجدة في المنطقة.

في الظرف الحالي هل ستقوم الحكومة الجديدة بتغيرات على سياستها الخارجية؛ الزمن وحده هو الكفيل أن يكشف لنا ذلك، لكن قيام الحكومة الجديدة وأثناء تقيمها لسياستها العامة بإعادة النظر في بعض قراراتها وتطبيقاتها القديمة المتعلقة  بسياستها الخارجية أمر سيعود عليها بالنفع الأكيد.

أوضاع جديدة!

في الوضع الراهن، أكثر الأمور صعوبة واجهتها تركيا في سياستها الخارجية تتعلق بالشأن السوري، فمن طرف نظام الأسد العسكري وأعماله ومن طرف آخر أزمة اللاجئين، وتهديدات داعش، وظهور حزب الاتحاد الديمقراطي في شمال سوريا كلها تدفع تركيا لصعوبات جديدة. هذه المستجدات ومثلها العلاقات الفاترة مع دول في الشرق الأوسط تستلزم نهجًا سياسيًا جديدًا.

من جديد الوضع السوري بما فيه أزمة اللاجئين وتهديدات داعش وطريقة تعامل الاتحاد الأوروبي مع هذه الأمور تدفع بتركيا إلى محنة من نوع آخر وإن كانت تعطي فرصة لأنقرة لأن تعيد إحياء علاقاتها الباردة مع الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يمكن أن يمثل إحدى الأولويات للحكومة الجديدة في سياستها الخارجية.

مختصر القول، لا يُنتظر تغيرات كبيرة في السياسة الخارجية التركية بعد الانتخابات الجديدة خصوصا أن قادة حزب العدالة والتنمية يظهرون ميلًا نحو الاستمرار بنفس النهج القديم، لكن الأزمات في المنطقة والتحالفات في العالم قد تجعلهم يستشعروا الحاجة لبعض المرونة والبرغماتية.

عن الكاتب

سامي كوهين

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس