سامي كوهين – صحيفة ملييت – ترجمة وتحرير ترك برس

وزراء خارجية العديد من الدّول المعنية بالقضية السورية، سوف يجتمعون اليوم في العاصمة النمساوية فيينا، لمناقشة سبل حل الأزمة السورية. وسيحاولون إيجاد الوسيلة المناسبة لإحلال السلام في سوريا. إلّا أنّ تطلعات ووجهات نظر هذه الدّول حيال القضية السورية، متناقضة فيما بينها. والأهم من ذلك أنّ بعض هذه الدّول التي ستجلس حول طاولة واحدة، متخاصمة.

إنّ اجتماع فيينا اليوم سيضمّ المتنافسين فيما بينهما، الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا. ففي الاجتماع الماضي كانت المملكة العربية السعودية وتركيا موجودتان خلال المناقشات. أمّا الاجتماع الذي سيعقد اليوم، فقد تمّ توجيه دعوة رسمية لإيران من أجل حضور جلسات المناقشات. والغريب في الأمر أنّ طهران وافقت على هذا الطلب.

تصالح المتخاصمين:

من المعلوم للجميع أن العلاقات الدبلوماسية منقطعة منذ زمن طويل بين الولايات المتحدة الأمريكية والقيادة الإيرانية. الولايات المتحدة الأمريكية وشركائها الغربيين، مستاؤون من الدعم الإيراني المطلق لرأس النظام السوري بشار الأسد. لكنهم يعلمون جيداً أنّ الأزمة السورية لن تنتهي دون مشاركة إيران في الحل، لذلك قاموا بتوجيه دعوة لإيران من أجل حضور المناقشات. والجانب الإيراني كي لا تبتعد عن المجتمع الدّولي ولكي تبرهن على أنها قوة فعّالة في المنطقة، قامت بتلبية الدّعوة.

الجانب الإيراني سيجد اليوم ممثلي عدد من الدول التي تختلف معها في وجهات النظر حيال القضية السورية. وعلى رأس تلك الدّول تأتي الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، على اعتبار أنّ إيران والمملكة يتخاصمان على أرض اليمن.

أمّا بالنسبة لتركيا، فإنّ وزير الخارجية التركي سيجلس على نفس الطاولة التي سيكون وزير الخارجية المصري موجودًا فيها. والجميع يعلم أنّ تركيا كانت غير راغبة في دعوة مصر إلى هذه المباحثات.

الخلاصة أننا سنشاهد اليوم اجتماع دولٍ تعيش خصومات فيما بينها. والهدف من هذا الاجتماع هو إحلال السلام في سوريا. علينا جميعًا أن نصفّق لهذا الحدث. ولكن علينا أيضًا أن نسأل أنفسنا: هل من الممكن أن ينتهي هذا الاجتماع بقرارات تعود بالنفع للشعب السوري؟. وبعبارة أخرى كيف يمكن لمجموعة متخاصمة أن تجد حلاً للأزمة السورية.

الخلاص من جهنم سوريا

إنّ معظم الدّول التي ستجتمع اليوم في العاصمة النمساوية فيينا، منخرطة في الصراع السوري بشكل مباشر أو غير مباشر. ولرُبّ قائل يقوم: لو قامت القوى الخارجية بسحب يدها عن سوريا، فإنّ الشعب السوري يستطيع تحديد مصيره وحلّ خلافاته. وهنا أود أن أذكر القرّاء بمقالتي التي كتبتها قبل يومين تحت عنوان "أي شعب".

الجميع يتمنّى أن تُحلّ القضية السورية بهذه السهولة، ولكن علينا أن نكون واقعيين ومنطقيين في تفكرينا. فالقضية السورية لا تُحلّ دون المشاركة الفعلية للدول المعنية بالصراع الدائر في هذا البلد.

ولذلك فإنّ وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" قال بأنّ اجتماع فيينا اليوم، من الممكن أن يحمل بصيص أمل لحل القضية السورية. وبصيص الأمل هذا نابع من قناعة كافة الأطراف المعنية بالقضية السورية، أنّ الصراع المسلح لن ينتهي وأن الحل لا بدّ أن يكون سياسيًا.

عن الكاتب

سامي كوهين

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس