سيفيلاي يوكسيلير - جريدة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

في مؤتمر حزب الشعب الجمهوري قال كلتشدار أوغلو: "ما زالت تركيا تسمّى دولة نامية، لو وصلنا نحن إلى الحكم لصارت دولة متقدمة".

سأجيب عليه في الحال، طريقة تفكير حزبه كالتالي: "يكفي أن أكون أنا في السلطة، سواء كان ذلك عن طريق انقلاب أو غيره، الدولة ليست مهمة بالنسبة لي، الأهم أن أكون في السلطة بأي طريقة". الانقلاب يرجع بالدولة 30 عاما للوراء. مصنع الطائرات الذي تم تأسيسه عام 1936 تم إغلاقه عام 1944 من قبل حزب الشعب الجمهوري، وهو نفس الحزب الذي يقف اليوم ضد إنشاء المطار الدولي الثالث.

من جهة يقول أتاتورك "مستقبلنا في السماء"*، ولكن بنفس الوقت حزبه حزب الشعب الجمهوري الذي أغلق مصنع الطائرات يقف الآن ضد إنشاء المطار الدولي الثالث. وهذا يدل على أن عداوة الحزب للخدمات المقدمة ليس أمرا جديدا بل متأصلا في تاريخهم. ألم يقل أتاتورك "مستقبلنا في السماء"؟ إذا لماذا أقفلتم مصنع الطائرات وتقفون ضد المطار الثالث؟

هم يقولون إنّ هذا فكر أتاتورك، وهكذا قال أتاتورك، ونحن على طريقه، لكن بعد ذلك يفعلون كل شيء على النقيض تماما مما قاله وأوصى به أتاتورك. حكاية إقفال مصنع الطائرات فيها تفاصيل مثيرة، مثلا: "استصدروا قانوناً لمنع بيع الطائرات إلى الخارج، وبالتالي المصنع الذي لا يستطيع البيع سيُغلق لا محالة عام 1944". أصدروا قانوناً لا يسمح ببيع الطائرات المصنّعة في تركيا إلى الخارج. في الوقت الذي نشتري فيه نحن الطائرات من الخارج. هل هذه هي محبة الوطن؟ أم أن هذا الأمر يسمى خيانة الوطن؟ بالنسبة لي هذا شكل من أشكال خيانة الوطن.

السؤال بسيط، أي حزب شعب جمهوري؟ الحزب الذي سلّم إخوتنا في أذربيجان إلى ظلم الروس، هل هذا مَن سيمثل الإرادة الشعبية؟ مَن سجن ناظم حكمت؟ طبعا حزب الشعب الجمهوري. بعد أتاتورك قاد حزب الشعب الجمهوري الدولة إلى الوراء. لو كان أتاتورك يعلم أن الحزب سيقوم بهذه الأعمال من بعده لأغلق الحزب وأوصى: "بعد موتي لن يكون هناك حزب اسمه حزب شعب جمهوري، ولن يتأسس من جديد".

ما زال حزب الشعب الجمهوري قائما بسبب حبنا لأتاتورك. هو لا يزال قائماً لأن أتاتورك هو من أسسه. لن يكون كافيا تأسيس أتاتورك للحزب من أجل أن يصل الحكم. هل يعني عدم وصول الحزب منذ عشرات السنوات إلى السلطة، عدم حبّ الشعب لأتاتورك؟ كلا، تفكير حزب الشعب الجمهوري بعد أتاتورك تفكير عقيم. تحطيم الموجود، ومعارضة ما سيتم إيجاده.

وحتى لو أراد الحزب فعل شيء جيّد سيقول: "نحن سنفعل ذلك عند وصولنا للسلطة، ولا نريد أن يقوم بهذه الخطوة أحد غيرنا"، ولكن حتى هذا غير صحيح، فقد أقفلوا مصنعا للطائرات في فترة حكمهم. هؤلاء لا يبنون قرية ولا حتى بسطة. ولأن الشعب يرى هذه الحقائق حرمهم من السلطة لسنوات. وإذا استمر الحزب بهذا التفكير وبهذه الطريقة، لن يروا السلطة حتى قيام الساعة!


* "مستقبلنا في السماء": هي جملة قالها أتاتورك أثناء مدحه وتأكيده على أهمية الطيران واعتبرها فرع من فروع الرياضة أيضا.

عن الكاتب

سيفيلاي يوكسيلير

كاتبة في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس