ترك برس

سليمان دميرال سياسي تركي، ورئيس الجمهورية التركية التاسع منذ عام 1993 حتى عام 2000. وقبل ذلك شغل منصب رئيس الوزراء خمس مرات منذ سنة 1965 حتى سنة 1993. وكان رئيس الحزب الديمقراطي منذ سنة 1964 حتى 1980، كما كان رئيسًا لحزب الطريق القويم من سنة 1987 حتى سنة 1993.

ولد "سامي سليمان غون دوغدو دميريل"، أو باختتصار سليمان دميريل في عام 1924 بمدينة إسبارطة، جنوب غربي تركيا. وقضى فيها دميريل سنوات دراسته الأساسية، وبعدها انتقل إلى مدينة أفيون على بحر إيجة ودرس في المدرسة الثانوية هناك، ثم انتقل إلى إسطنبول لدراسة الهندسة المدنية بجامعة إسنطبول التقنية وتخرج منها بعام 1949.

وفي عام 1950 ذهب دميريل إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليكمل الدراسات العليا في مجال الري و بناء السدود، وبعد عودته إلى تركيا لفت انتباه رئيس الوزراء آنذاك عدنان مندرس، وبطلب من مندرس تم تعيينه مديرا لمشروع سد سيحان في مدينة أضنة على الساحل الشمالي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، ومن ثم رئيسا لقسم السدود عام 1954، والمدير العام لهيئة المشاريع المائية التابعة للدولة في عام 1955.

وفي عام 1960 استقال دميريل من منصب المدير العام، ليدخل الجيش التركي لتأدية الخدمة العسكرية. وخلال الفترة ما بين 1962 و1964 اتجه للعمل الخاص كمهندس حر، وإلقاء محاضرات الهندسة في جامعة الشرق الأوسط التقنية بالعاصمة التركية أنقرة.

حياته السياسية

في عام 1962 بدأ دميرال حياته السياسية بحزب العدالة، وكان حزبًا يمينيًا وليبراليًا. وفي نفس العام انتخب دميريل عضوًا في المجلس التنفيذي للحزب، لكنه بسبب الهجمات التي تعرض لها في مركز الحزب بأنقرة اضطر للانسحاب من الحياة السياسية لمدة قصيرة.

وبعد وفاة رئيس حزب العدالة "راغب غوموش بالا"، عاد دميريل للسياسة في عام 1965، وبعد الانتخابات العامة التي أجريت في عام 1965 دخل البرلمان التركي بصفته نائبًا عن مدينة إسبارطة من حزب العدالة، وفي نفس العام شكل الحكومة الثلاثين وأصبح رئيس الوزراء الثاني عشر في تركيا.

الانقلاب العسكري 12 آذار/ مارس 1971

قامت القوات المسلحة بزعامة رئيس هيئة الأركان العامة التركية "ممدوح تاغماج" (Memduh Tağmaç) في 12 آذار بتسليم رئيس الوزراء مذكرة تصل لحد إنذار أخير من القوات المسلحة، وطالب فيها "بتشكيل حكومة قوية ذات مصداقية في إطار المبادئ الديمقراطية، وتضع حدا للوضع الفوضوي الحالي، وتطبق من خلال وجهات نظر اتاتورك القوانين الإصلاحية المنصوص عليها في الدستور، لإنهاء "الفوضى والصراع بين الأشقاء، والاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية"، ونصّ على أنه إذا لم يتم تلبية هذه المطالب أن الجيش سيتولى السلطة. وبعد الانقلاب العسكري قدم دميريل استقالته بعد الاجتماع الذي استغرق ثلاث ساعات مع حكومته.

وفي عام 1975 بعد انتخابات مجلس الأعيان في البرلمان التركي، شكلت حكومة ائتلافية بين حزب العدالة وحزب السلامة الوطنية وحزب الحركة القومية برئاسة سليمان دميريل.

الانقلاب العسكري 12 أيلول/ سبتمبر 1980

قامت القوات المسلحة بزعامة الجنرال كنعان إيفرين بانقلاب العسكري، وكان السبب الأصلي وراء هذا الانقلاب هو مظاهرة في يوم القدس العالمي الذي نظمه حزب السلامة الوطنية الإسلامي بزعامة نجم الدين أربكان في مدينة قونيا وسط البلاد للتضامن مع الفلسطينيين. وشارك فيها أكثر من مليون تركي، وحملوا مجسمًا لقبة الصخرة المشرفة ولافتة تحمل شعار الإسلام "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وطالبوا بقطع جميع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل، وهذه المظاهرة رآها العلمانيون بداية تحوّل تركيا إلى ما سمّوه "دولة شريعة". ومن ثم أُغلقت جميع الأحزاب في تركيا، واضطر سليمان دميريل للاستقالة من منصبه رئاسة الوزراء، كما أنه اعتُقِل ومُنِع عن العمل السياسي لمدة 7 اعوام حتى عام 1987.

وفي عام 1987 رفع الحظر السياسي عن دميريل، وأصبح زعيما لحزب الطريق القومي. وفي الانتخابات العامة التي أجريت عام 1991 عاد دميريل رئيسا للوزراء للحكومة التاسعة والأربعين، وشكل حكومة ائتلافية مع الحزب الشعبي الديمقراطي.

وفي عام 1993 أصبح دميريل الرئيس التاسع للجمهورية التركية حتى عام 2000.  وفي عام 2015 توفي دميريل إثر إصابته بالتهاب في الجهاز التنفسي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!