سليمان سيفي أوغون - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس

كانت عملية السلام عقيمة وفاشلة بسبب التحول السياسي الداخلي القائم للحركة الكردية، وكانت جذور هذا التحول بإلقاء القبض على عبد الله أوجلان، بعدما أسس حزب العمال الكردستاني بدأ نشاطه في سورية وإيران وبعدها روسيا، ومن خلال هذا المحور تكونت النواة القوية لهذا الحزب، أما النواة الخفيفة فكانت بدعم الاتحاد الأوروبي.

الأمر غير المعروف إلى الآن هو أن أمريكا وبشكل فجائي سريع أخرجت زعيم الحزب عبد الله أوجلان من سوريا إلى الخارج، ليبدأ مسيرة طلب الالتجاء مبتدئًا بروسيا ثم بعدها إيطاليا واليونان لكن أبواب اللجوء مغلقة بوجهه إلى أنه في النهاية قد تم إلقاء القبض عليه في إفريقيا وتم تسليمه لتركيا.

كانت فترة إلقاء القبض على عبد الله أوجلان واحدة من أصعب الفترات التي عاشتها الحركة الكردية.

بعد إلقاء القبض على قائد تنظيم بي كي كي أدرك أوجلان الوضع وفهم أن أساس الحل من أجل الأكراد هو التصالح مع تركيا، كان هذا واضحا من خلال كتبه التي كتبها في المعتقل لكن كانت لغة أوجلان ليست واضحة بما فيه الكفاية لأن خطابه كان ستالينيا وممكن أن يكون ذلك متعمدا ليفهم أعضاء تنظيم بي كي كي فقط.

حتى لو كانت الخطوات باتجاه عملية السلام بطيئة لكانت انحلت مشكلة الأكراد محليا من الأساس ولا يكون الحل من الخارج.

بالنظر إلى التطورات الحاصلة ونية الأكراد بتكوين دولة لهم فإن الدولة التركية قد أعطت الأكراد الحقوق الكافية المتعلقة بهذا الموضوع لكن الأكراد والسياسيين لم يقبلوا هذه المعطيات.

هنا يمكننا الحديث عن عدة أقسام:

"الجزيرة" أي الجزيرة المعتقل فيها أوجلان التي منها يقود الحزب بشكل خارجي.

"الجبل" أي جبل قنديل الذي يسير الأمور من الداخل.

"السهل" أي مناطق جنوب شرق تركيا المحصورة بين هذين الطرفين.

إذا اخترنا بين هذه الأقسام فنجد أن "الجزيرة" أي أوجلان قد أصبح غير فعال و"السهل" بشكل تلقائيا قد فضل الوقوف بجانب "الجبل" وعلى اعتبار أن جبل قنديل عاد وانضم لمحور روسيا - إيران - سوريا فإن عملية السلام قد انتهت.

ويظهر المشهد السياسي في المنطقة بأن تنظيم بي كي كي قد استغل فترة اضطرابات وفوضى الشرق الأوسط وبدأ يصول ويجول في المنطقة بشكل مستقل، وتعد سيطرته على منطقة "روجافا" في سوريا دليلًا واضحًا على ذلك.

يتلقى تنظيم بي كي كي دعمه من روسيا وإيران ونظام الأسد وفي الوقت نفسه تتساهل معه دول الأطلسي.

الآن يمكننا أن نسأل: إلى أين تفضي هذه الأوضاع الراهنة؟ ماهو مستقبل سياسة جبل قنديل على المدى البعيد؟

سياسة جبل قنديل المبنية على العنف لم ترى تقييم دول الأطلسي للاتفاق الحاصل بين إيران وروسيا.

إن عمر سياسات جبل قنديل بقدر عمر سياسات إيران وروسيا المفروض عليهما عقوبات من قبل دول الأطلسي.

وأنا باعتقادي أن دول الأطلسي كانت قاصدة بتركها الشرق الأوسط لروسيا وإيران لأن المصاريف ستكلف كثيرا هذه الدولتين اللتين تمتلكان مصادر محدودة من الطاقة التي ستستهلكها.

نتائج الاتفاق الحاصل بين إيران وروسيا لن يقويهما أبدا على العكس سيضعف قوة رهانهما في المنطقة، فالخطة التي تتبعها روسيا للتوسع ابتداء من أوكرانيا وأرمينيا وأذربيجان والقفقاس والشرق الأوسط لا تبدو أنها سوف تعطي نتيجة.

وهذه الخطة قد ابتدأتها إيران من قبل، ومن جهة أخرى فإنه مع الوقت سوف يصل هذا الاتفاق إلى إسرائيل ويلمس خطوطها الحمراء.

ومن جهة أخرى فإنه يبدو  دول الأطلس لن تختار الوقوف بجانب الأكراد وعندما تنتهي هذه الفوضي ويحل النظام في العالم فلن يسمع أحد للأفكار الستالينية.

لو أن السياسة الكردية ماتزال تملك رشد وعقل سليم فإنها سوف ترى هذا و سوف تعود للسياسات الكردية الصحيحة.

فلننتظر مجلس شورى حزب الشعوب الديمقراطي ماذا سيقرر.

عن الكاتب

سليمان سيفي أوغون

كاتب في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس