فيردا أوزار - صحيفة حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس

"سنطبع العلاقات مع إسرائيل قريبا"، هذا ما قاله لي مسؤول رفيع المستوى من أنقرة، وهو مطلع عن قُرب على اللقاءات مع إسرائيل، وقبل الحديث عن كيفية حصول هذا، ومتى سيحصل هذا، سأعرج قليلا على بعض النقاط الهامة فيما يتعلق بهذا الموضوع.

تلك التصريحات

كان نتنياهو أول من أعطى الإشارة حول إمكانية عودة العلاقات مع تركيا، حينما قال قبل ثلاثة أشهر في القدس بأنّ "العلاقات التجارية بين إسرائيل وتركيا في أعلى مستوى لها، وأنّ إسرائيل مستعدة للتعاون مع تركيا فيما يتعلق باحتياطات الغاز التي اكتشفت في البحر الأبيض المتوسط".

وبعد ذلك جاءت الإشارة التالية من رئيس الجمهورية أردوغان، والذي قال إنه "لا يوجد أي سبب يحول دون عودة العلاقات، حال تنفيذ الشروط التي ذكرتها تركيا"، وجاء ذلك أثناء زيارته إلى باريس، وعندما عاد من تلك الزيارة وجهت له نفس السؤال، وحينها ذكر أردوغان شروط تركيا، وقال إنّ "شرط الاعتذار قد تحقق، لكن دفع التعويضات ورفع الحصار لم ينفذا حتى الآن".

وبعد ذلك نشرت بعد التقارير الصحفية أنّ تركيا وإسرائيل توصلتا إلى اتفاق يعيد العلاقات بينهما، وقد تبعت زيارة أردوغان إلى السعودية تصريحات منه، أشار فيها إلى أنّ "إسرائيل بحاجة إلى دولة مثل تركيا، وعلينا أنْ نقبل أيضا أننا بحاجة إلى إسرائيل نحن أيضا".

هل سيُرفع الحصار عن غزة؟

هذه النقطة من أهم الأمور التي يجب معرفتها، وقد حاولت أثناء وجودي في أنقرة، أنْ أحصل على إجابة هذا السؤال، والمعلومات الواردة أعلاه حصلت عليها من مسؤول رفيع المستوى. وذكر لي المسؤول نفسه بأنّ إسرائيل حققت الشرط الأول، عندما اعتذر نتنياهو عام 2013، وأنّ الإعلام أشار في مرات عديدة إلى توصل الدولتين إلى اتفاق حول موضوع التعويضات، ولذلك دعونا ننتقل إلى الشرط الثالث، وهو المتعلق برفع الحصار المفروض على قطاع غزة.

أشار المسؤول إلى أنّ هذا الشرط، يجب قراءته بطريقة "رفع الحصار المفروض على تركيا"، بمعنى تسهيل تقديم المساعدات التركية إلى قطاع غزة، وأنْ تكون تركيا طرفًا ثالثًا، يتم من خلاله إيصال المساعدات من الدول الأخرى إلى القطاع المحاصر.

العاروري جاء بموافقة إسرائيل

وقد كتبت العديد من الصحف، أنّ إسرائيل طلبت من تركيا مقابل ذلك، إنهاء نشاط حماس على أراضيها، لكن المسؤول أشار إلى أنّ حماس أصلا لا تمارس أي نشاطات رسمية في تركيا، وقد سألته عن مسألة العاروري، الذي لجأ إلى تركيا بعد صفقة تبادل الأسرى.

تحدثت وسائل إعلام كثيرة عن مطالبة إسرائيل بطرد العاروري من الأراضي التركية، وأنّ أنقرة قامت بتنفيذ هذا الطلب كونه أحد نقاط التفاوض بين الجانبين، ولذلك قررت أنْ أسأل المسؤول المطلع عن هذه النقطة، والذي أشار إلى أنّ العاروري "منذ زمن طويل لا يتواجد على الأراضي التركية"، لكنه لم يعط أي معلومات إضافية حول تاريخ خروجه من تركيا، لكنه زودنا بمعلومة هامة وحساسة، وهي أنّ "العاروري جاء إلى تركيا باتفاق رسمي تضمن معرفة إسرائيل وموافقتها، وبقي في تركيا بعد قبول إسرائيل ذلك".

حماس ليست منزعجة

بعد نشر صحيفة هآرتس تقريرًا حول تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل، قدم خالد مشعل إلى أنقرة. أشار المسؤول إلى أنّ خالد مشعل، وحركة حماس، لم يبدوا أي انزعاج حيال مسألة تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل، لكن حماس ركزت على أنّ أهم شيء لديها هو رفع الحصار عن الشعب المحاصر في قطاع غزة.

آخر ما سألت المسؤول عنه هو وقت تنفيذ هذه الاتفاقية، فأخبرني أنها ستكون "قريبة جدا، بقيت نقطة أو اثنتان يجب حلّهما، وبعد توقيع الاتفاقية، سيتم فورا إعادة السفراء بيننا وبينهم".

عن الكاتب

فيردا أوزير

كاتبة صحفية تركية


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس