الأناضول 

وقع المغرب وتركيا، أمس الخميس، مذكرة تفاهم للتعاون في مجال البيئة، بالعاصمة المغربية الرباط، تعد الأولى من نوعها بين الرباط وأنقرة في هذا المجال.

وتم التوقيع على مذكرة التفاهم للتعاون الثنائي في مجال البيئة بين أنقرة والرباط، من طرف وزير البيئة والتمدن الحضاري التركي "إدريس كولوجة"، ونظيرته المغربية حكيمة الحيطي، في سياق زيارة يقوم بها الوزير التركي إلى المغرب على رأس وفد هام من الخبراء والأكاديمين ورجال الأعمال الأتراك، تهدف إلى إجراء مباحثات مع عدد المسؤولين المغاربة، وبحث سبل تطوير العلاقات بين البلدين في مجالات عدة ترتبط بالبيئة وسياسات المدن.

واعتبر الوزير التركي إدريس كولوجة، في كلمة له خلال حفل توقيع مذكرة التفاهم، أن الرباط وأنقرة تأخرتا في تسريع وتيرة العلاقات التعاون والشراكة بينهما، وأن الوقت قد أضحى مناسبا من أجل الدفع قُدما بهذه العلاقات وتطويرها.

وأشار الوزير التركي إلى أن بلاده، خاصة بعد تنصيب الرئيس التركي الجديد رجب طيب أردوغان ورئيس الحكومة التركية أحمد داوود أغلو، تعتبر العلاقات مع المغرب ذات أهمية خاصة وتسعى إلى تطويرها.

وأوضح الوزير التركي أن مذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها اليوم ، تُعد الأولى من نوعها التي تبرم بين الجانبين في مجال المحافظة على البيئة والموارد الطبيعية.

وتشمل هذه المذكرة، اتفاقيات للتعاون في مجال معالجة المياه المستعملة المنزلية والصناعية، وتقنيات إعادة استخدامها، وتدبير معالجة النفايات المنزلية والصناعية، والنفايات الخطرة ن إلى جانب إدارة معالجة محطات الصرف الصحي، ومكافحة ثلوت في المناطق البحرية والساحلية.

وشدد الوزير التركي على أن كل من المغرب وتركيا "تتوفران على رصيد من القيم والثقافة التي تدفعهما إلى إيلاء عناية خاصة بالبيئة والحرص على الحفاظ عليها وحمايتها من الإتلاف والاستغلال السلبي".

وأكد الوزير التركي على أن بلاده "ستحرص على تعميق التعاون مع المغرب، من خلال تبادل الخبرات والتجارب بين البلدين وإيفاد بعثات من الخبراء والأكاديمين الأتراك والمغاربة، لنقل المهارات والتجارب التي راكمها كلا البلدين في مجال البيئة وتطوير أساليب الحفاظ عليها".

وأضاف أن كل من المغرب وتركيا "تتطلعان إلى تطوير اقتصادهما وقطاعهما الصناعي"، ولكنهما في ذات الآن "تؤمننان بأهمية القيام بذلك دون المس بسلامة البيئة ومواردها".

ومن جانبها أشادت حكيمة الحيطي، الوزيرة المغربية المنتدبة المُكلفة بالبيئة، في كلمة لها خلال حفل التوقيع بـ"التقدم الملموس الذي حققته الجمهورية التركية في عدد من المجالات، ما جعلها تتبوأ مكانة مرموقة على الصعيدين الإقليمي والعالمي، واعتبرت أن تركيا أصبحت تشكل نموذجا لكل الدول النامية.

ونوهت الوزير المغربية بالمجهودات التي تبذلها الجمهورية التركية داخل المنظومة الدولية من أجل إيجاد حلول ناجعة لرفع التحديات المتعلقة بقضايا البيئة والتنمية المُستدامة.

وأشارت "الحيطي" إلى أن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها اليوم بين الرباط وأنقرة، "تعد فرصة مواتية لتعزيز التعاون الثنائي بهدف إعطاء المجال البيئي الأهمية التي يستحقها في علاقة بين المغرب وتركيا، بالنظر للمكانة التي يحتلها الرأسمال الطبيعي في البلدين وتأثيره الملموس على المجالين الاقتصادي والاجتماعي، على حد تعبير الوزيرة.

وأوضحت "الحيطي" أن بلادها عملت من خلال وضع "ميثاق وطني للبيئة والتنمية المستدامة" برعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، على جعل حماية البيئة أولوية  في مختلف الاستراتيجيات الوطنية، والبرامج التي وضعها المغرب للحفاظ على البيئة ولتحسين ظروف عيش المواطنين.

واعتبرت الوزيرة المغربية أن التعاون التركي المغربي "سيفتح آفاق جديدة للنعاون جنوب-جنوب وللتعاون الثلاثي خاصة مع دول إفريقيا جنوب الصحراء، وخلق شراكات مهمة في إطار الاقتصاد الاخضر".

وفي وقت لاحق، من يوم الخميس، التقى الوزير التركي، كلا من امحند العنصر وزير التعمير وإعداد التراب الوطني، ونبيل بنعبد الله وزير السكنى وسياسة المدينة في المغرب.

وقال خلال لقائه بالعنصر، إن القيادة التركية حريصة على إقامة علاقات ثنائية جيدة مع المغرب، وعلى التعاون المُثمر مع حكومته.

ورأى أن هناك أوجه تشابه بين المغرب وتركيا، يجب أن تدفع البلدين إلى تعميق التعاون الثنائي فيما بينهما.

وأوضح "كولوجة" أن بلاده حققت نجاحات مهمة في قطاع البناء والإنشاءات، وأنها احتلت المرتبة الثانية عالميا في مجال الإنشاءات والبناء بعد الصين، وأطلقت مشاريع استثمارية في عدد من دول العالم.

بدروه، قال الوزير المغربي امحند العنصر، إن هناك إرادة قوية، تجمع قيادتي البلدين وشعبيهما، لتقوية العلاقات الثنائية.

وأوضح أن المغرب يتطلع للاستفادة من التجربة التي راكمتها تركيا في مجال التخطيط وتهيئة المدن.

وفي لقائه بوزير السكنى والسياسة المدينة المغربي نبيل بنعبد الله، دعا الوزير التركي إلى تبادل التجارب وبعثات الخبراء بين بلاده والمغرب، لدعم نمو قطاع الإنشاءات والبناء في اقتصاد البلدين.

فيما أكد نبيل بنعبد الله وزير السكنى وسياسة المدينة المغربي، أن بلاده "تتابع التجربة التركية الناجحة في مجال السكن الاجتماعي، والجهود التي بذلتها تركيا في دعم هذا القطاع".

وأكد استعداد بلاده لتقوية التعاون في مجال الإنشاءات والبناء مع تركيا، والاستفادة من تجربتها في مجال المقاولات.

ومن المرتقب أن يزور الوزير التركي، صباح يوم الجمعة ضريحي الملكين المغربيين الراحلين "محمد الخامس" و"الحسن الثاني"

ووصل وزير البيئة والتمدن الحضاري التركي إدريس كولوجة، إلى المغرب الثلاثاء وتمتد زيارته إلى السبت.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!