عبد الله مراد أوغلو – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس

تلعب دول المثلث مصر وتركيا وإيران دور المفتاح لمناطق العالم الإسلامي، فهي باجتماعها وتوحدها كانت تستطيع منع أي تدخل خارجي للقوى الاجنبية في العالم الإسلامي، لكنها فقدت هذا الدور باختلافها وتشرذمها، ولهذا فان القوى العظمى المهيمنة على العالم لا تقبل ولا تريد لهذه الدول أن تجتمع وتتوحد على قلب رجل واحد.

ورغم امتلاك المنطقة الإسلامية ثروات كثيرة ومصادر ماء متعددة إلا أنها عانت ويلات الفقر بشتى أشكاله بسبب الأنظمة المستبدة التي كانت تعمل بسياسيات فرق تسد، فشتت شمل الأمم وفرقتها بدسائسها وفتنها المذهبية والطائفية القومية العرقية، ورغم وجود اتحادات مثل القمة العربية والقمة الافريقية والقمة الإسلامية إلا أنهم لم يستطيعوا تقديم أي جديد عبر هذه المؤسسات.

لا يختلف هذا الحال عند الترك والتركمان، فرغم توحدهم باللغة والدين والثقافة إلا أنهم منقسمون على أنفسهم، فتراهم بأسماء مختلفة كالغرغز والأوزبك والكزخ والاغور والتتر والبشكور، ألم يكون كل هؤلاء كياننا واحدا من قبل باسم تركستان في بلاد ما وراء النهر؟ ماذا بقي من فضائل تلك البلاد بعدما كانت قد أخرجت لنا من قبل مئات العلماء من أمثال الترمذي والبخاري والرازي وأبو حنيفة والزمخشري والغزالي وابن سينا والبيروني والمتوردي وأحمد يوسفي...

"القمة العربية" و"منظمة التعاون الإسلامي" و"جمهورية الأتراك" و"الاتحاد الأفريقي"، كل هذه الأسماء تمثل أحواضًا كبيرة في العالم الإسلامي الذي على الرغم من عراقته وتاريخه وثقافته وشباباه وموقعه الاستراتيجي وموارده الطبيعية الوفيرة إلا أنه وبكل أسف لم يعد يحرك قلب إنسان، بل بات اليوم يعاني من هجرة أبنائه نحو الغرب رغم أنه كان من أكثر المناطق غنى وثراء في السابق.

لا أريد هنا أن أقف على أطلال الماضي لأندب وأنوح، ولكن ما أريده هو أن نعلم جيدا ما أصابنا وما هو ذاك الجرح الغائر في خواصرنا وكيف حصل، كما نحتاج أن نفهم ونعقل جيدا الفرص التي بين أيدينا حتى نستطيع الخروج من أزمتنا. في الحقيقة كنت أريد أن أكتب عن العلاقة التركية الإيرانية، لكن خط القلم سبقني بما جاشت به أحزاني، وهنا أؤكد بأنه وحتى إن علمنا ما أصابنا فإن ذلك لن يفيد في شيء إن لم يتم تحويل تلك المعرفة إلى أفعال تُغير الواقع.

عن الكاتب

عبد الله مراد أوغلو

كاتب في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس