محمود القاعود - خاص ترك برس

جاء التفجير الإرهابي الجبان عشية الأحد 13 آذار/ مارس 2016م بقلب العاصمة التركية أنقرة، متسقًا مع الخطة الأمريكية القاضية بتفكيك القوة الإسلامية الوحيدة المتبقية حتى الآن بالعالم كله والمتمثلة بتركيا.

فشلت كل محاولات تركيع تركيا وإخضاعها للتماهي مع المشروع الأمريكي الإمبراطوري الذي لا يرى في الشرق الأوسط بأكمله سوى الكيان الصهيوني الغاصب المسمي "إسرائيل"، ولذلك عندما يئست أمريكا من تفكيك تركيا من خلال تدمير جارتها سوريا علي مدار نحو ست سنوات، ومحاولة إنهاك الاقتصاد التركي باللاجئين الذين فروا من جحيم المجرم بشار الأسد، عمدت أمريكا إلى نقل المعركة إلى قلب تركيا بالعمليات الإرهابية الخسيسة التي تحصد الأرواح وتنشر الفوضي والرعب في ربوع البلاد.

تنطلق أمريكا في خطتها الجهنمية من خلال أعداء الحياة فيما يُسمي الكيان الموازي والعلمانية الاستئصالية التي تستغل كل عملية إرهابية لتشنع علي الرئيس رجب طيب أردوغان وحكومة العدالة والتنمية، وبنفس التوقيع تقدم الدعم والعون للمنظمات الكردية الإجرامية لتمارس المزيد من الإرهاب الأعمي الذي بلغ به الإفلاس حد قتل الأبرياء في الحدائق العامة!
المثير للاستغراب والدهشة معًا، هو الموقف العنصري أو ما نسميه "الازدواجية الصليبية" تجاه التفجيرات الجبانة بتركيا، فعندما وقعت حادثة شارلي إيبدو بفرنسا أوائل العام 2015م، قامت الدنيا ولم تقعد، وخرج زعماء العالم في مظاهرات صاخبة لاستنكار الحادث الذي أودى بحياة عشرة أشخاص، وظهرت بيانات الإدانة تترى، ورُفعت شعارات شارلي إيبدو رغم أنها جريدة منحطة تسب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتهين شعائر الإسلام والمسلمين.

اليوم تقف تركيا وحيدة تواجه الإرهاب... دون خروج مظاهرة واحدة للتضامن مع هؤلاء الأبرياء الذين اغتالتهم يد الغدر والعمالة، ودون توقف المزايدات الرخيصة للعلمانية المصابة بشبق كراهية كل ما يمت للإسلام بصلة.

سنظل نكرر أن السبيل لاحباط مخطط أمريكا في تركيا هو قلب الطاولة بالقضاء على أكبر عميل إسرائيلي أمريكي في التاريخ، بشار الأسد الذي تدعمه أمريكا بكل قوتها لينفذ خطتها الرامية لتقسيم سوريا والحفاظ علي الجولان بيد إسرائيل.

تقف تركيا الآن أمام منعطف تاريخي يستهدف تجربتها الرائدة التي تخلصت من شرور العلمانية، ونهضت بالاقتصاد التركي، وساعدت المسلمين بكل مكان في العالم، وتصدت للعربدة الصهيونية المستمرة في المنطقة منذ العام 1948م.

تركيا ليست قضية خاصة بالأتراك... إنما هي قضية تخص كل المسلمين، تخص الشعوب التي انضوت تحت لواء الخلافة العثمانية على مدار قرون.
حفظ الله تركيا وشعبها الحر...

عن الكاتب

محمود القاعود

صحفي وروائي مصري وعضو اتحاد الصحفيين العرب


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس