تامر كوركماز – صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس

أكمل الجيش الإسلامي مناورته وتدريباته التي تحمل اسم "رعد الشمال"، الكثير من الدول والشخصيات لوت شفاهها حنقا على هذه المناورات وهذه التطورات حتى ان بعضها يتصرف وكأنه "لا وجود" لجيش الإسلام.

هذا الجيش الذي وضعت ركائزه في الرابع عشر من كانون الأول/ ديسمبر من العام الفاءت ويضم ما يقارب الـ200 الف عسكري ، الجيش وان كان قد أتم تدريباته ومناوراته على الأراضي السعودية إلا أن تركيا تعتبر الشريك الأهم فيه.

*

وزير الخارجيه الأمريكي جون كيري وبعد الحفل الختامي لمؤتمر كان يشارك فيه انطلق "على عجل" إلى المدينة التي تجري فيها المناورات العسكرية وهناك اجتمع مع وزير الخارجية السعودي. اللافت للنظر أن الصالة التي استقبل فيها كيري وجرت فيها الاجتماعات كانت تتزين بلوحة "إسطنبول أم المساجد".

*

العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز وعلى صعيد المشاركة في قمة منظمة التعاون الإسلامي (والتي تُذكر ببداية جديدة للمنظمة في الأعوام المقبلة) كان قد زار أنقرة قبيل القمة بيومين. هذه الزيارة تعد خطوة في سبيل تعزيز الوحدة بين الدول الإسلامية. العلاقة الجيدة التي تجمع الملك السعودي الأخير مع تركيا تمثل هدفا "للأجانب الذين بين ظهرانينا". ففي حين أنه لم نسمع أيا من الأطراف يهاجم واشنطن أو يتحدث عن العلاقات التي جمعت المملكة السعودية مع الغرب عموما والأمريكان خصوصا لأعوام طويلة انساب فيها البترول مقابل الدولار نرى أن المملكة وعلاقاتها أصبحت سببا للانتقاد عندما حصل التقارب السعودي التركي.

*

التطورات على الساحة الأمريكية المزامنة لزيارة العاهل السعودي لتركيا كانت لافتة للأنظار، إذ أنه وعلى حين غرة انطلقت الادعاءات والأحاديث عن الدور الذي لعبته المملكة السعودية في هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001م على برجي التجارة  واحتل هذا الموضوع الأماكن الأهم على جدوال الأعمال الأمريكية في الأيام الماضية. ورأينا نقاشات الكونغرس الأمريكي لمسودة مشروع قانون  بهذا الصدد، فواشنطن توجه التهديدات للرياض وتشير بالعصا من بعيد!

بوب غراهام السيناتور الأمريكي السابق والذي شارك في كتابة وتحضير تقرير للكونغرس الأمريكي بطول 838 صفحة عن "الأخطاء الاستخباراتية" بخصوص هجمات أيلول كان قد أشار في برنامج "60 دقيقة" على قناة "سي بي أس" التلفزيونية إلى أن هناك 28 صفحة من التقرير تخضع للحظر والرقابة. السيناتور كان قد أجاب على سؤال وجه له وكان مفاده: "هل تظنون أن الهجمات قد تلقت الدعم من  حكومة المملكة العربية السعودية؟" بأنه يظن ذلك وعلى حد قوله "بنسبة كبيرة".

لكن الحقيقة أن الهجمات هذه هي هجمات "وهمية". وحسب مقاييس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تعد هذه الهجمات هجمات مضادة دفاعية. وهذه هي الحقيقة الواضحة والتي "لا يمكن التستر عليها أو إخفاؤها" وتشير إليها الدلائل والبراهين والتقارير على مدار خمسة عشر عام  مضت.

*

واشنطن تحاول التحرك لصد الرياض التي بدأت الخروج عن السيطرة والاقتراب من أنقرة. في المقابل الملك سلمان بن عبد العزيز اتخذ موقفا صارما ضد الولايات المتحدة إذ وجهت الإدارة السعودية تهديدات للحكومة الأمريكية بسحب كل رؤوس الأموال السعودية من المشاريع والبنوك الأمريكية فيما لو تم تمرير قرار الكونغرس ذلك.

الإدراة السعودية وبتهديدها  بأنها ستتخلى عن الولايات المتحدة وتتركها في ظروف صعبة تحاول الاستناد على الجدران لتقف من جديد تكون قد استخدامت "الورقة الرابحة" وأوصلت التهديدات للأطراف المعنية.

لنتذكر عند هذه النقطة أن رأس المال الخليجي وابتداءً من الحادي عشر من أيلول قد بدأ بالتخلي عن الأسواق الأمريكية... فبعد مرور عشرة أعوام على الحادي عشر من أيلول، كان ما يربو ويزيد عن 4 ترليون دولار قد "غير مساره"، هذا "الهروب" لرؤوس الأموال الخليجية من السوق الأمريكية وبعد سبع سنوات من احداث 11 سبتمبر وبالتحديد في خريف 2008م حمل للعالم أشارات ودلائل الأزمة الاقتصادية العالمية.

*

وبما أن الولايات المتحدة التي فتحت دفاتر الحسابات القديمة وبدأت النقر على الأوتار الحساسة بخصوص خروج السعودية عن السيطرة وترجيحات الملك سلمان السياسية الحرجة، فلا بد لنا من أن نتذكر "العلاقات القريبة جدا" التي جمعت بوش الرئيس الأمريكي في تلك الفترة مع ابن لادن!

*

بوش وعائلة ابن لادن وعلى مدار خمسة وعشرين عاما سبقت هجمات الحادي عشر من أيلول كانت تجمعهما "علاقات عمل" قوية. فبوش الاب وبعد انتهاء فترة ولايته عمل مستشارا بمعاش باهظ لمجموعة شركات كارليلي (Carlyle)، هذه المجموعة التي تعتبر عائلة بن لادن احد اهم الشركاء فيها. بوش الابن وبعد انتهاء رئاسته لولاية تكساس كان قد امن مشروع مشترك بين هذه الشركة وجامعة تكساس بقيمة عشرة ملايين دولار".

وحتى بعد انقضاء عدة أسابيع على هجمات الحادي عشر من أيلول لم يتوقف الدعم المقدم من بوش الاب ومجموعة شركات كارليلي لعائلة بن لادن، حتى ان شفيق احد أشقاء بن لادن كان في اجتماع عمل مع مجموعة كارليلي في صبيحة يوم الحادي عشر من أيلول، وفي اليوم السابق للهجمات كان الأخ شفيق في لقاء ودي مع بوش الأب وغيره من شخصيات مجموعة كارليلي!

حظر الطيران والسفر الذي فرض فيما تلى هجمات الحادي عشر من أيلول لم يسري على افراد عائلة بن لادن، فالكثير من أفراد العائلة كانوا يسافرون إلى ما وراء البحار بحرية وبعلم الأف بي أي ( FBI)...

بما أن الوضع في تلك الفترة كان بهذا الشكل...

هل يمكن أن يكون الكونغرس الأمريكي  ومن خلال القرارات المختلفة التي تفرض الرقابة على التقرير المتعلق بهجمات الحادي عشر من أيلول يحاول التستر على علاقة عائلة بوش مع عائلة بن لادن الضاربة في العمق ؟

*

رئيس الوزراء الإيطالي السابق فرانشيسكو كوسيجا كان قد قال في حديث له مع كوريري ديلا سيرا يعود لكانون الأول/ ديسمبر من عام 2007 ما مفاده: "انه لمن المعروف لجميع مراكز الاستخبارات العالمية أن  تفجيرات الحادي عشر من أيلول قد حاكتها ايدي الموساد والاستخبارات المركزية الامريكية (CIA)، فتفجيرات الحادي عشر من أيلول كانت تهدف لأدانة الإسلام ولتحريك العالم الغربي للتدخل في العراق وأفغانستان".

أقوال (السنيور كوسيجا) ذائع الصيت بنسبه لمجموعة الغلاديو يمكننا الاحتفاظ بها كاعتراف

هذه المعلومات التي كلما فتح نقاش أحداث الحادي عشر من أيلول نرى العملاء الامريكان والإسرائيليين يطالبوننا "بالتجاوز عنها وعدم الالتفات اليها ويدعون انها من مخلفات نظرية المؤامرة" ويحاولون بكل الطرق الهروب و تجنب أي نقاش علمي منطقي للاحداث في سبيل حماية تلك الحقائق وعدم مناقشتها...

وما زالوا مستمرين في التهرب.

عن الكاتب

تامر كوركماز

كاتب في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس