ترك برس

أسس صلاح الدين الأيوبي الدولة الأيوبية في مصر عام 1174، وحرر بيت المقدس في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر عام 1187. وشهد له خصمه ملك إنجلترا ريتشارد "قلب الأسد" بالصلابة والذكاء وأقام له وسط أوروبا تمثالًا ضخمًا تعبيرًا عن احترامه لشجاعته وبسالته في الدفاع عن بلاده.

تقول مجلة التاريخ العميق إن صلاح الدين الكردي الأصل انطلق نحو مصر في عام 1165 برفقة عمه أسد الدين شيركوه بأمر من حاكم بلاد الشام وشمال العراق وبعض أجزاء الجنوب الشرقي لبلاد الأناضول نور الدين زنكي التركي الأصل، بجيش عربي وتركي وكردي، لدعم شاور واستغلال الخلاف الجاري بينه وبين ضرغام على منصب الوزارة  في سبيل إخضاعه للدولة الزنكية وبالتالي توحيد الدولة الإسلامية لجعلها قادرة على تحرير البيت المقدس من الاحتلال الصليبي.

انتصر أسد الدين بجيشه الذي ضم 1000 جندي فقط على جيش ضرغام الضخم، ودخل القاهرة وأعاد شاور إلى منصب الوزارة، وانتظر من شاور الوفاء بعهوده، ولكنه غدر به وأمره بالرجوع إلى الشام وإلا قام بقتله وجنوده. تراجع أسد الدين بجيشه نحو منطقة بلبيس في الشرقية، وأرسل إلى شاور بأنه لن يتحرك إلا بأمر من الملك نور الدين زنكي. أرسل شاور إلى الصلبيين في الشام يستغيثهم في مساندته ضد جيش نور الدين، وكان الصليبيون على يقين بخطورة اتحاد بلاد الشام مع مصر على تواجدهم في البلاد الإسلامية، لذا فرحوا عندما استغاث بهم شاور وعلى الفور أرسلوا جيوشهم إلى مصر.

حاصرت الجيوش الصليبية أسد الدين شيركوه وجيشه لثلاثة شهور ولم يجرؤ أحد منهم على التقدم نحو بلبيس على الرغم من ضعف الحصون المحيطة بها، وبينما هم كذلك انقض عليهم نور الدين زنكي في بعض مدنهم في بلاد الشام وأوقع بهم خسائر كبيرة في معركة تل محارم التي فتح بها ذلك التل، فأصاب الصليبيين الرعب وأعلنوا رفع يدهم عن حصار أسد الدين.

وعلى إثر ذلك انطلق أسد الدين شيركوه على جناح السرعة نحو القاهرة ودخلها منتصرًا. حاول شاور استدراجه لطعام مسموم ولكن ابنه الكامل حذره من الإقدام على ذلك، ولم يمض الكثير حتى أمر الملك الفاطمي العاضد على دين الله بإعدام شاور، وتولى أسد الدين الوزارة في مصر. وعلى الفور أخذ أسد الدين يمضي في إجراءات توحيد الأمة الإسلامية وإسقاط الدولة الفاطمية ولكن لم يحالفه الحظ في ذلك إذ أصابته ذبحة صدرية وتوفى على إثرها عام 1170.

أعقبه في استكمال مشواره ابن أخيه الفذ صلاح الدين الذي كان يبلغ من العمر 32 عامًا، حيث تولى الوزارة وحرص على أن تكون كافة السلطات بيده، وبحلول عام 1174 تمكن من تأسيس الدولة الأيوبية السنية التي أعلن تبعيتها للملك الزنكي والسلطان العباسي، ومنع صلاح الدين الأيوبي الدعاء للملك الفاطمي في المساجد وطرد الملك الفاطمي وقضى على الدولة الفاطمية التي حكمت مصر 262 عامًا.

التمس صلاح الدين الأيوبي تأسيس جيش إسلامي يجمع العرب والكرد والترك والشركس وكل الأقوام الإسلامية الغيورة على القدس المحتلة، وبعد توحيده لبلاد الشام ومصر تحت قيادته الموحدة وإعداده لجيش التحرير استقر في مصر منتظرًا الفرصة للانطلاق نحو تحرير بيت المقدس، وعقب اعتداء الصليبيين على ضواحي دمشق في تشرين الثاني/ نوفمبر 1186، أعلن الحرب على الصليبيين وانطلق بجيشه لتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة من قبل الصليبيين وفي الثالث من تموز/ يوليو 1187 وصل إلى حطين الواقعة بين الناصرة وطبرية واشتبك مع الصليبيين في اليوم التالي في معركة حطين وانتصر عليهم وواصل سيره لتحرير بيت المقدس.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!