ترك برس

وسط الفوضى في الاتحاد الأوروبي المتمثّلة بعدم قدرة 27 دولة عضو في الاتحاد الحفاظ على تماسكه، أرسلت تركيا تحذيرًا للاتحاد في تصريح لرئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو باحتمالية طرح مسألة عضوية الاتحاد الأوروبي للاستفتاء الشعبي في المستقبل القريب.

وصرح أردوغان يوم الأربعاء قائلًا: "قدّمتم وعدًا رسميًا لتركيا في عام 1963. مضت 53 عامًا. ولا زلتم تضيعون الوقت. لماذا تضيعون الوقت؟... إنّهم يمارسون التمييز ضد تركيا. إذا رفض الاتحاد الأوروبي تركيا، فإننا سنلجأ إلى الشعب. سنسأله فيما إذا كان ينبغي أن تواصل تركيا محادثات العضوية مع الاتحاد"، مضيفًا أنه يعتقد أن سبب مماطلة عملية دخول تركيا إلى الاتحاد هو لأنّها تملك شعبًا مسلمًا كبيرًا.

وأشار جاويش أوغلو وزير الخارجية التركي في تصريح له يوم الثلاثاء إلى أن الاستفتاء "ليس ابتزازًا أو تهديدًا. إننا نطالب بحقّنا. مواطنونا كذلك يستحقون هذا"، مضيفًا أن تركيا قد تطرح المسألة على الاستفتاء الشعبي إذا لم يفي الاتحاد بوعوده التي قطعها.

وفي حديث لصحيفة ديلي صباح، أكّد عادل غور رئيس شركة "أي أند جي" للأبحاث أنه إذا طُرحت مسألة عضوية تركيا للاستفتاء الشعبي اليوم فإنّ من المؤكد أن أغلبية ساحقة من المواطنين ستقول "لا لمحادثات العضوية".

وقال كمال أوزتورك الكاتب في صحيفة يني شفق لصحيفة ديلي صباح إنّ "الظلم وازدواجية المعايير تجاه تركيا أدّت إلى عدم مبالاة الشعب بالاتحاد الأوروبي. وإن 70 بالمئة من الأتراك سيرفضون الاتحاد الأوروبي إذا تم استفتاء شعبي.

وفي آذار/ مارس الماضي، قال ميهمت مراد بوستكي رئيس مركز البحث الموضوعي "أو آر سي" لصحيفة ديلي صباح إنّه وفقًا لاستطلاع رأي أجراه مركزه فإن 65 بالمئة من الشعب لا يهتم بقبول عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي.

وكان الرئيس التركي أردوغان قد وبّخ رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بعد تأكيد الأخير على أن تركيا لن تتمكن من دخول الاتحاد الأوروبي حتى العام 3000. وقال أردوغان: "إنّهم يرسلون لنا إشارات تفيد بأنّنا لا يمكن أن ننضم للاتحاد حتى عام 3000. كاميرون، لم تكن تتحدث هكذا عندما كنّا معًا. ما الذي حدث الآن؟".

ورأى عادل غور أن هناك سببين لشكوك الأتراك تجاه الاتحاد الأوروبي: "الأول هو لأن الاتحاد الأوروبي كان يضيع وقت تركيا. والثاني لأن الاتحاد لم يفي بوعوده فيما يتعلق بعملية رفع تأشيرة الدخول".

وتساءل أوزتورك قائلًا: "إذا كان الاتحاد الأوروبي شيئًا عظيمًا، هل كانت بريطانيا ستطرح خروجها منه على استفتاء شعبي؟"، مضيفًا: "بعد سنوات، سيأتي الاتحاد الأوروبي إلى أبواب تركيا ليعرض عليها العضوية. وحتى الآن، معدل نمو الاقتصاد التركي أفضل من أي دولة عضو".

وقد صوّت ملايين البريطانيين يوم الخميس في استفتاء شعبي لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، سبقته حملات تسويقية مريرة، وأشعل شرارة أعظم حالة طوارئ في 60 سنة من عمر الاتحاد.

وصوّت في الاستفتاء رقم قياسي من البريطانيين بلغ 46.5 مليون لتقرير مصير بريطانيا في الاتحاد الأوروبي الذي وُلِد مع مشاعر الإصرار على الوحدة والسلام الدام بعد مذبحة الحربين العالميتين.

وفي سياق متصل، أكّد غور أن حوالي 80-90 بالمئة من الأتراك لا يُبالون بمسألة رفع تأشيرة الدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي.

وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر: "إذا كان أردوغان يسعى إلى منع الأتراك من تحصيل حق السفر دون تأشيرة إلى أوروبا، فإن عليه تحمل مسؤولية ذلك أمام الشعب التركي"، مضيفًا: "هذه ليست مشكلتي، ستكون مشكلته هو".

بدوره أكد أردوغان أن الأتراك لا يهرولون وراء تحرير تأشيرة الدخول أو اتفاقية إعادة القبول، وقال: "أنّت الآن تسعى وراء تركيا. أنت تفكّر فيما سيحلّ بك إذا فتحت تركيا الأبواب للاجئين".

وكان أردوغان قد حذّر في شباط/ فبراير الماضي قائلًا: "الصبر، الصبر، الصبر، ثم سنفعل ما هو ضروري. فالباصات والطائرات ليست موجودة من أجل لا شيء".

وتبادلت أنقرة وبروكسل مؤخرًا تحذيرات حول مسألة تحرير تأشيرة الدخول. فقد اشترطت بروكسل أن تُضيّق أنقرة تعريف الإرهاب في قوانينها الخاصة بمكافحة الإرهاب، الأمر الذي رفضه أردوغان بشدة حين قال: "لن نضحّي بقوانين البلاد لمكافحة الإرهاب من أجل رفع تأشيرة الدخول".

وكان بولنت توران نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية قد صرح لصحيفة ديلي صباح في أيار/ مايو بأن "تركيا فعلت ما يتوجب من طرفها فيما يتعلق برفع تأشيرة الدخول. موقفنا بشأن اللاجئين واضح. هم ضيوفنا الأعزاء. ولكن، إذا أرادوا أن يغادروا إلى أوروبا والاتحاد الأوروبي لا يفي بما هو مطلوب منه، فإنّنا سنفتح حدودنا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!