بولنت إرانداتش - صحيفة تقويم - ترجمة و تحرير ترك برس

تعرضت إسطنبول إلى اعتداء سافر على المطار الحاصل على المرتبة الحادية عشرة من بين المطارات الأكبر في العالم. ومن خلال عمل ذو خلفية معقدة كهذه فإننا نواجه وبشكل واضح "عملية نفذت من قبل تنظيم وكيل متعدد الجنسيات مدعوم من قبل وكالة استخباراتية، وتوقيت منظم".

الصورة الكبيرة: تتمثل في خريطة غربية – أمريكية عميقة جديدة للشرق الأوسط. وبوجود آلة مدهشة، ألا وهي البوصلة. حيث تساعد في إظهار الاتجاه، وإيجاد الأماكن. وتتمثل هذه البوصلة المدهشة في خريطة الشرق الأوسط الجديد، في الهجمات الاستراتيجية وشبكة البابا فرنسيس.

حيث قال البابا في الـ 19 من شهر آب/ أغسطس 2014 "بأننا نشهد حربًا عالمية ثالثة لكنها مجزأة". وفي الـ 12 من شهر شباط/ فبراير 2016: التقى البطريرك كيريل مع البابا فرنسيس القادة الروحيين للكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية في هافانا/ كوبا للمرة الأولى منذ انفصال الكنيستين في عام 1054.

وفي 14 من شهر حزيران/ يونيو 2016: أجرى البابا لقاء مع رؤساء وأساقفة الكنيسة الأرمنية في العاصمة أريفان، كما احتضنهم، ووقع مع كاثوليكوس عموم الأرمن كاريكين الثاني على "إعلان مشترك".

إن حديث البابا عن وجود وكلاء لحرب عالمية ثالثة. يقصد بهم داعش/ بي كي كي وحزب الاتحاد الديمقراطي واعتبار العمق الغربي – الأمريكي داعش عدوًا، واستخدام المسيحيين في العداء العالمي للإسلام من جهة، ويساعدهم في الخطط العميقة لتقسيم العالم الإسلامي، وإعدادهم خريطة الشرق الأوسط الجديد من جهة أخرى. وفي الحقيقة، هم راضون جدًا عن داعش. لأنه تمكنوا من نصب مكيدة من خلال إظهارها كعدو. بالإضافة إلى استخدام البابوية – العالم المسيحي داعش ضد تركيا الجديدة. وعدم التغاضي عما قاله قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة الشئون الخارجية في البرلمان الروسي بأن "الاعتداءات الإرهابية وجهت جهود الحكومة التركية نحو تسوية علاقاتها مع روسيا بشكل واضح".

ويا لها من صدفة. هل يمكن لاعتداء إسطنبول أن يكون مدبرًا من أجل تأجيج الحرب بين داعش وتركيا؟ فقد كتب معهد واشنطن المراقب من قبل وكالة السي أي إي مقالًا إلى قناة سي إن إن الأمريكية قبيل اعتداء اسطنبول. قال فيه (سونر جاغابتاي مدير برنامج الأبحاث التركية في 29 من شهر حزيران 2016) "لا تزال تركيا حتى الآن تعطي الأولوية إلى الحرب مع نظام الأسد في سوريا، وفي الوقت نفسه إيقاف تقدم أكراد سوريا، وتتجنب تركيز الحرب بالكامل على داعش. ولكن خوض حرب من الدرجة الأولى مع داعش يعد أمرًا لا مفر منه بالنسبة إلى تركيا". وعقب الاعتداء مباشرة تحدث جاغابتاي عن "احتمال وقوف داعش وراء الاعتداء، وإن صح ذلك سيكون بمثابة إعلان حرب من قبل تركيا والولايات المتحدة الأمريكية. كما سينزل انتقام تركيا كالمطر الهاطل من الجحيم". وبذلك حصرت وكالات الاستخبارات الغربية والسي أي إي هوية الأشخاص الذين اشترتهم لتنفيذ ذلك الاعتداء الجائر في داعش، وكتابتهم بإنه "لا مفر بالنسبة إلى تركيا من خوض حرب من الدرجة الأولى معها"، وبعد مرور 12 ساعة هاجمت داعش الوكيل الأمريكي العميق، مطار إسطنبول. ولكن ما الذي تتوقعه أمريكا والغرب والسي أي إي الأذكياء جدًا من تركيا؟

 أصبح خوض حرب من الدرجة الأولى مع داعش أمرًا حتميًا بالنسبة إلى تركيا. وفيما بعد يقترحون علينا، دون خجل، التغاضي عن دعمهم لـ بي كي كي  وحزب الاتحاد الديمقراطي بينما يريدون منا الارتماء في أحضان الغرب وأمريكا. وضرورة استقبال الجيوش الصليبية بالأحضان. كما ينبغي أن تصبح تركيا كالمطر الهاطل من الجحيم على داعش. علاوة على ممارستهم لعبة "تقديم تركيا المساعدة إلى داعش" دون خجل أو ممل لأشهر عديدة. وتشبث صحيفة جمهوريت بكذبة نقل شاحنات المخابرات التركية الأسلحة إلى داعش. ودعوتهم إلى دخول الجيش التركي إلى سوريا، وبدء حرب ضد داعش. ودفع الرجال الذين اشتروهم ووضعوهم على الجبهات ببطاقة داعشية إلى الاعتداء على مطار إسطنبول. وبالتالي فإن الغرب والسي أي إي هم الأذكياء، ونحن الأغبياء.

في الختام: لا تهتموا بالسؤال عمن نفذ تلك الاعتداءات السافرة على تركيا، عندما يكون البابا زعيم العالم المسيحي بمثابة البوصلة بقوله بإننا "نخوض حربًا عالمية ثالثة". كما سيظهر وكلاء مثل داعش أو بي كي كي. ويتحد الصهاينة مع المسيحيين، ويبقى المسلمون منقسمين. لأن أكثر ما يخيفوهم هو توحدهم.

عن الكاتب

بولنت إرانداتش

كاتب في صحيفة تقويم


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس