أحمد تاشكاتيران - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

عُد، ارجع فورا وسلّم نفسك، انتهى هذا الأمر، والاعترافات بدأت تتوالى، أخذته منذ أنْ كان طفلا، وجعلت منه عسكريا، وصبغته بطريقة تجعله يتنصت خلسة على قائده، ومُستعد لقتله أيضا، وأنشأت رجالا مستعدين لاستخدام دبابات الشعب من أجل القضاء على رئيس الجمهورية، وسحق شرف الشعب.

نعم، نجحت في تقليص عقول هؤلاء، ووصلوا مرتبة الجنرال والأميرال، لكنّك جعلت ذهنيتهم وتفكيرهم يصاب بالضمور، وأصيب بهذا الآلاف من الشباب. وكما ما ترى، عندما وصلت الأمور إلى حد ما، بدأ رجالك الذين قادوا الانقلاب بالاعتراف، وبدأت الملفات تتكشف شيئا فشيئا.

حاولت ضرب روابط الشعب، وهذا العمل هو أسوأ عمل من الممكن من أنْ تقوم به حتى ضد التابعين لك، وإذا كانت عملية تقليص عقولهم وحصرها في إطار معيّن من قبل منظمتك هي جريمة إنسانية، فإنّ تحويل هؤلاء الأشخاص الى روبوتات وتقودهم نحو انقلاب عسكري، فهذه جريمة إنسانية أخرى.

تفاصيل هذه الجريمة ظهرت وانكشفت، فهؤلاء الرجال فقدوا الإحساس والتفكير، وسُحبت منهم إرادتهم، وأصبحوا آليين، بحيث يستهدفون رئاسة الأركان، ويوجهون أسلحتهم ضد قادتهم، ويقصفون الشعب، ويفجرون البرلمان، دون أنْ يستيقظوا ويعوا ما يفعلون، حتى يتم إلقاء القبض عليهم، وسحق أنوفهم. هل ترى شكل الأشخاص الذين تُنشؤهم؟

ماذا ستفعل الآن بعدما تتوالى الاعترافات؟ هناك مخرجان أمامك، وكلاهما يبيّن حجم وعمق خيانتك.

المخرج الأول: هو أنْ تتعاون مع أمريكا أو مع أي قوة خارجية أخرى من أجل الإطاحة بأردوغان.

المخرج الثاني: القيام بعملية اغتيال في حال كان ما يزال لديك روبوتات.

نعم، كلاهما غارق في الخيانة، ولو تعاونت مع أمريكا، ولو قمت –لا سمح الله- بعمليات اغتيال، ستتواجه مع الشعب، وتتصادم معه. ألا ترى الآن ما يحصل؟ لقد دمرت كل شيء، فأي فئة في المجتمع الآن تنظر إليك بإيجابية؟ ألا ترى؟ لا أحد، لا أحد. محاولة الانقلاب كشفت للشعب أي حالة من الجنون يمكن أنْ تصل لها.

أنت خارج الوطن، في أمريكا، فلماذا أنت في أمريكا؟ لا أحد ينظر بإيجابية لإجابة هذا السؤال. أنت في أمريكا، ورجال تسربوا داخل الجيش من عشرات السنوات يقودون محاولة انقلاب. تعال واشرح للناس بمنفعة هذا الحراك الذي قدته بالنسبة لتركيا، هل يوجد منفعة منه؟ من سيصدق كلامك بعد الآن؟

ارجع وقُل "ها انا عُدت"، وقُل "أنا جاهز للمحاسبة".

تأخذ الأطفال من الخداج، وتغسل أدمغتهم، وتجعلهم يرتبطون بك ارتباطا غريبا، واليوم نحن نرى هؤلاء الأشخاص وهم مرضى نفسيون، بحاجة إلى علاج روحي معقد.

 أي نوع من البشر أنت؟

هل تُدرك ما يجري؟

هل تبقى لك شيء من الممكن أن يقودك للاستمرار بطريقك؟

أين موضع ما تقوم به في الإسلام؟

تفتح حربا أمام كوادر سياسية قادت تركيا إلى أكثر مرحة يعيش فيها المحافظون بحرية، ثم تحاول القضاء على زعماء المجتمع وقادته.

ما الهدف النهائي لهذه الحركة؟ أين الدين فيها؟

أريد أنْ أسال أولئك البلهاء الذين ما يزالون مرتبطين به، ماذا كنت تقول لهم؟ إذا قتلتم رجب طيب أردوغان ستحصلون على الأجر والثواب العظيم؟ هل هذا ما قلته لهم؟ أين هذا من العقل والإنصاف والإيمان؟ فريق محمّل بـ 50 ألف رصاصة ذهب لاغتيال أردوغان، ماذا لو قتلتم أردوغان ماذا سيحصل؟ هل ستشعر بالرضى؟

ارجع وقُل "لقد جئت"، وقُل "حاسبوني أنا وليس غيري"، وقُل "أنا موجود في عقل كل واحد منهم"، حتى يتم على الأقل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأشخاص الذين سحقت عقولهم.

أنا أعلم أنّ هناك العديد من الذين لا تزال أذهانهم خاضعة لسيطرتك، نأسف عليهم، ارحمهم وأطلق سراحهم من تبعيتك، حرّرهم. استخدمت جزءا منهم في محاولة الانقلاب، هؤلاء دخلوا طريق جهنم، لا تستخدم آخرين منهم في أمور أسوأ من ذلك.

إذا كنت ترد التحرر من أمريكا، تعال والجأ لعدل تركيا، مُت هنا في تركيا ليكن ذلك شرفك الأخير، لا تفقد هذا الشرف على الأقل.

يكفينا الألم الذي تسببت به في هذه الأرض المباركة، تفكّر جيدا كيف أصبحت رمزا للفساد في أوساط الناس، لا نهاية لهذا بعد الآن.

نحن دولة مسلمة، إذا كنت تريد أنْ تتبع نظاما ما، فعليك أنْ تتبع النظام الذي يحكم هذه الدولة المسلمة. حرّر أتباعك، وسلّم نفسك.

عن الكاتب

أحمد تاشكاتيران

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس