سامي كوهين - صحيفة ملييت - ترجمة وتحرير ترك برس

تأتي زيارة وزير الخارجية جون كيري ومساعد الرئيس الأمريكي جو بايدن في منتصف الشهر القادم إلى أنقرة ومن المتوقع أن تتمحور تصريحاتهم حول إنهاء التوتر الحاصل في العلاقات التركية الأمريكية وذلك بعد أحداث 15 تموز، وسوف نرى ما إذا كانت هذه الزيارة المتأخرة كافية لترميم العلاقات التركية الأمريكية أم لا.

وصلت العلاقات التركية الأمريكية بعد أحداث 15 تموز لنقطة حرجة وحساسة لم تصل إليها أبدا من قبل، فكل الشبهات تفضي بأن أمريكا تقف خلف أحداث 15 تموز بدعمها لفتح الله غولن، وحتى الآن لم تتلقى أنقرة أي رد من أمريكا بشأن موضوع تسليم غولن لتركيا، فالحكومة التركية والشعب يريدون من أمريكا تحقيق هذا الطلب بسرعة.

"إما هو أو نحن"

موضوع إعادة غولن بالنسبة لأنقرة هو عامل يحدد مستقبل العلاقات التركية-الأمريكية، والمسؤولون الأتراك أوصلوا رسالة واضحة وصريحة لأمريكا تضعها في موقف الإختيار بين تركيا وبين غولن، وفي حال عدم الإستجابة لمطالب أنقرة بتسليم غولن فإنه من الممكن أن تتضر العلاقات بين البلدين حتى ممكن أن يكون الرد التركي شديد.

هل من الممكن أن تخسر أمريكا المقربة من غولن حليفتها الإستراتيجية تركيا بسبب اتخاذها قرار صعبا؟

لكن في الأيام الأخيرة أخذت أمريكا هذا الأمر بجدية وزادت الأصوات الرافضة لخسارة تركيا.

في الحقيقة تملك تركيا في هذا الموضوع أقوى ورقة رابحة ألا وهي الموقع الاستراتيجي، ووفقا لشروط المنطقة الراهنة فإن أمريكا والغرب في وضع لن يتخلوا فيه عن حليفتهم تركيا.

القيمة الاستراتيجية

اليوم وبسبب الظروف الراهنة فإن قيمة تركيا الإستراتيجية تكمن في عنصر مهم ألا وهو قاعدة إنجرليك الجوية، وأنقرة تلمح لأمريكا باستخدام هذه الورقة الحساسة حيث أن أمريكا وحلفائها يستخدمون هذه القاعدة لتنفيذ عملياتهم ضد تنظيم داعش.

ما المانع إن استخدمت تركيا أوراقها الرابحة بدقة وحنكة لضمان الحصول على طلباتها من أمريكا، وعلينا أن لاننسى أنه إذا أظهرت تركيا عدم تخليها عن الغرب فإن على الغرب عدم التخلي أيضا.

عن الكاتب

سامي كوهين

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس