ترك برس

أوضح نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أثناء لقائه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في زيارته الأخيرة، أن ملف تسليم غولن لتركيا ليس مرتبطًا بأمر من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وهو بيد القضاء الفدرالي الأمريكي ولا توجد صلاحية لأوباما في تسليم غولن مباشرة.

 

رأت غولنور أيبيت رئيسة قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة بهتشة شهير أنه في حال عجز الولايات المتحدة عن الوقوف إلى جانب الحكومة والرئيس المنتخبين في تركيا واتجاهها نحو من تسميهم بـ"الأصدقاء" أي فتح الله غولن وحزب الاتحاد الديمقراطي فإن الفجوة مع تركيا ستتسع.

 

وذكرت أيبيت أنّه لا بُد للولايات المتحدة أن تكُفّ عن ربط سياستها تجاه تركيا بمشاعرها تجاه رئيسها وأن تُحكّم العقلانية والاستراتيجية في هذه العلاقة مع دولة تُحارب منظمات إرهابية تُمثّل خطرًا على كل دول العالم.

لم تكُن العلاقات الأمريكية التركية جيدة قبل 15 تموز/ يوليو حسب أيبيت، التي رأت أنّها تدهورت أكثر بعد محاولة الانقلاب الفاشلة نتيجة تعنّت أمريكا في تسليم غولن، موضحةً أن الولايات المتحدة تتهرب من حل الخلافات مع تركيا من خلال تخدير تركيا بالشدّ والرّخي، ولكن بعد خروج تركيا من محاولة الانقلاب انتهى زمن التخدير وحان وقت الولايات المتحدة لهذه الخلافات بشكل صريح، حسب أيبيت.

 

وفي مقالتها على الجزيرة ترك "فك شيفرة الاختلاف في العلاقات التركية الأمريكية"، ذكرت أيبيت أنّ هناك أربع محاور يمكن من خلالها فهم زيارة بايدن إلى أنقرة وفهم العلاقات التركية الأمريكية حاليًا.

1- إعادة فتح الله غولن

أثبتت الحكومة التركية ضلوع غولن في محاولة الانقلاب على تركيا، ووافقت الأحزاب السياسية المعارضة على تحقيقات ورؤية الحكومة فيما يتعلق بذلك.

تُشير أيبيت إلى أن النيابة العامة في أنقرة فتحت باب التحقيق فيما يتعلق بغولن وأعضاء منظمته قبل محاولة الانقلاب الفاشلة بكثير، وأصدرت هيئة الأمن القومي بتاريخ 26 أيار/ مايو 2016، قرارًا يقضي بتعريف جماعة غولن على أنها منظمة إرهابية تشكل تهديدًا خطيرًا على أمن تركيا واستقرارها.

وتوضح أن التحقيقات التي جرت مع الانقلابيين تمت في إطار التحقيقات السابقة، وبعد اعترافات الجنرالات باتت مسألة وقوف جماعة غولن خلف محاولات زعزعة الاستقرار في تركيا، واضحة مثل ضوء الشمس.

وبحسب أيبيت، فإن بايدن يزور تركيا ليقنعها بأن الولايات المتحدة تبذل جهودًا لتسليم غولن، ولا يمكن اقتناع الطرف التركي إلا برؤية تحركات فعلية ملموسة.

2- وحدات الحماية الشعبية الكردية في سوريا

تقول الخبيرة إن وحدات الحماية الشعبية اخترقت الخطوط الحمر لتركيا باحتلالها منبج التي تقع غرب الفرات، موضحةً أن تركيا لا تريد أن ترى ممرًا كرديًا بطول 915 كم يتشكل أمامها في سوريا دون أن تحرك ساكنًا.

وترى أيبيت أن تركيا برهنت قدرتها في صد وحدات الحماية عن مآربها من خلال التحرك العسكري باتجاه جرابلس، منوّهةً إلى أن تركيا ستناقش مع بايدن وبجدية النظرة الأمريكية تجاه قوات المعارضة السورية حيث تصوّرهم بأنهم ضعفاء وغير قادرين على إدارة المناطق المحررة من سطوة داعش، وكبديل لهذه النظرية غير المنطقية ستطرح تركيا فكرة نشر قوات سلام دولية.

وترى أيبيت أن عملية "درع الفرات" هي أرضية قوية تمهّد لفكرة تركيا وتجعلها أقرب إلى الواقع، مشيرةً إلى أن التوافق التركي الروسي سيكون له دور في دعم هذه الفكرة.

3ـ قاعدة إنجيرليك

تفيد أيبيت بأن استخدام الانقلابيين لطائرات التزوّد بالوقود من قاعدة إنجيرليك واعتقال عدد كبير من الضباط الانقلابيين من داخل القاعدة وغيرها من العوامل زادت من قلق الطرفين حيال إمكانية سقوط الأسلحة التقليدية والنووية بيد جهات غير عقلانية.

إضافة إلى ذلك، ترى أيبيت أن استخدام القاعدة من قبل الانقلابيين، شكّلت إشارة استفهام في ذهن القيادة التركية، لإعادة النظر في وضعية القاعدة والقوانين الحاكمة لها، موضحةً أنها تمثل دورًا محوريًا فيما يتعلق بمحاربة التحالف الدولي لداعش، لذلك ستبذل الولايات المتحدة جهودًا حثيثةً للمحافظة على موقعها في القاعدة.

4ـ الدبلوماسية الأمريكية

ناقشت وسائل إعلام ومؤسسات أمريكية رسمية وغير رسمية "انتهاء العلمانية أو استمرارها في تركيا" كبديل لدعم الشعب التركي الذي ضحى بنفسه من أجل حماية ديمقراطيته، الأمرالذي تدعو أيبيت إلى تغييره إذا أرادت تطوير علاقاتها مع تركيا.

ويذكر أن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن زار تركيا في 24 آب/ أغسطس 2016، حيث التقى الرئيس ورئيس الوزراء التركيين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!