أوزجان تيكيت – خبر ترك – ترجمة وتحرير ترك برس

كانت أربيل ترى في تركيا وإيران تهديدا وجوديا لها قبل 8 أعوام، لكن عندما هاجم تنظيم داعش المدينة كانت تركيا وإيران أول المتضايقين، فمدت كلا الدولتين يدها نحو العاصمة الكردية لتقديم المساعدة والدعم اللازم، ووصل الحال حينها بأن تتسابق كل من أنقرة وطهران في تقديم هذه المساعدة والتنافس في التسليح، لكن وبسبب انشغالنا بالتنظيم الموازي استطاعت إيران أن تسبقنا بأسبوع واحد. السؤال هنا: ما الذي حصل حتى تتحول كل من أنقرة وطهران من تهديد إلى أن يتنافسوا ويلتقوا على دعم المصالح في إقليم شمال العراق؟

الجواب حسب ما أعتقد هو التقاء المصالح بين الأطراف الثلاث تحت مظلة "الأمن والمصلحة المشتركة"، وكان سبب ذلك هو نجاح أربيل في الابتعاد عن كل ما يضر بمصالح الجيران، وإعطاء نظام برزاني الضمانات لكل من تركيا وإيران بانه وحكومته لن يُقدموا على أي شيء يهدد مصالحهم، لتُتوج في النهاية هذه الوعود والضمانات بدخول أربيل كوسيطة في مباحثات السلام مع حزب العمال الكردستاني.

مع اشتعال الأزمة السورية بدأت الأجواء السابقة التي كانت تحكم ظروف العراق تتغير وتتأثر بالجارة سوريا، وعلى الطريقة العراقية كانت أيضا سوريا كارثة أخرى بسبب الأخطاء السابقة والمتكررة، ومع استمرار السقوط الحر للأزمة وزيادة تعمق أبعادها المعدة المتشابكة أصبحنا ننظر اليوم إلى سوريا لا مركزية الحكم بأربع تكتلات، أولها هو النظام السوري وحلفائه، وثانيها هو تنظيم داعش، وثالثها هو حزب العمال الكردستاني وتشكيلاته المختلفة، أما الرابع فهو يتكون من أحزاب وفصائل المعارضة المختلفة وجبهة النصرة. بين هذه التركيبات نجد أن حزب العمال الكردستاني هو من يهم تركيا وأمنها الداخلي، لأن الأعمال الإرهابية التي يقوم بها الحزب في الداخل التركي هي امتداد لوجوده القوي في الشمال السوري. أما بالنسبة لإيران فان حزب العمال الكردستاني ما زال يمثل تهديد حقيقي ضدها رغم اتفاق التهدئة بينهما، وفي نفس السياق نجد أيضا أن برزاني وحكومته ترى في الحزب خطرا وجوديا عليها بسبب أيدولوجيتهم وأفكارهم القومية الانفصالية.

لو استمر الحال على ما هو عليه فإن التوقعات المستقبلية لمآلات المنطقة تقضي بحكم فدرالي لسوريا يكون فيه حزب العمال الكردستاني أو ما يُعرف بحزب الاتحاد الديمقراطي طرفا في المعادلة، لكن وفي حال استمر الحزب على عدائه مع أنقرة وطهران وأربيل فان حكمه سيكون مستحيلا، ولهذا فإن الحل الوحيد له ان أراد المشاركة في السلطة والطاولة السياسية هو ترك العمليات الإرهابية في تركيا وغيرها وإعطاء ضمانات حقيقية على ذلك.

عن الكاتب

أوزجان تيكيت

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس