أوزجان تيكيت - صحيفة خبرتورك - ترجمة وتحرير ترك برس

نحن نعيش في عصر يبيع فيه بعض الشخصيات المحسوبة على "الديموقراطيين" عقولهم وقلوبهم لمصالح الغرب القذرة في الشرق الأوسط، وقد عرّفنا انقلاب مصر الذي حدث عام 2013 على هذه الشخصيات التي سخرت عقولها وقلوبها في خدمة الغرب وسارت على طريق الانقلاب، وفي النهاية قُدِّمَت كقرابين فداء.

في تلك الفترة أثرت بي حكايتان لشخصيتين مصريتين تؤخذ منهما العبر، أولهما مقدم البرامج التلفزيونية المشهور "باسم يوسف".

بعد ثورة الشعب المصري عام 2011 ولأول مرة ينتخب الشعب وبكامل إرادته وحريته محمد مرسي رئيسا للجمهورية المصرية، لكن الإعلام الأمريكي والأوروبي وخوفا منهما على خطر ضياع المصالح الغربية في المنطقة دخل بنية سيئة مبطنة وأخذ يروج لحملات مناهضة لمرسي بحجة مواكبة الحداثة والتطور عن طريق شخصيات في الإعلام المصري المؤيد للغرب.

وقد أعطي "باسم يوسف" دور البطولة في حملته ضد مرسي فكان يسيء لرئيس الجمهورية محمد مرسي في حملته الإعلامية، وكانت الصحافة الغربية تتطرق للحنين لعهد حسني مبارك عن طريق مقالات الكتاب، وقد رفعت ضده قضايا في المحكمة بسب إزدرائه للدين الإسلامي واتهام رئيس الجمهورية بأنه ديكتاتور إسلامي، وفي المناسبة كانت مجلة "تايم" تشبه باسم بالكوميدي الأمريكي ومقدم البرامج "جون ستيورت" حتى أنها صنفته من بين أكثر 100 شخص تأثيرًا في العالم.

سنتطرق إلى نهاية باسم، لكن أولا دعونا نتعرف على الشخصية الثانية وهي رئيس وكالة الطاقة الذرية السابق "محمد البرادعي" الحاصل على لقب "عميل الغرب في مصر". عاد البرادعي إلى مصر في فترة إسقاط نظام مبارك، ودخل في السياسة بالرغم من علمه بعدم وجود أي شعبية له في المجتمع.

كان في كل تصريح له يتهم الرئيس المنتخب مرسي بأنه جر البلاد إلى كوارث ومصائب، وكان يدعوه لتقديم استقالته من منصبه، وكان يدعي بأن رحيل مرسي سوف يقود البلاد إلى مستقبل لامع وبراق، وبسبب تنبؤاته المدهشة هذه أصبح البرادعي البطل الديمقراطي الشجاع في الإعلام المصري.

وفعلا أصبح البرادعي في النهاية خيالًا وباسم حقيقة وأسقط نظام مرسي من قبل العسكر من خلال انقلاب عسكري،  ووصل البرادعي إلى مناه وأصبح نائب رئيس الجمهورية الجديد، ولم يرى أي حرج في مشروعية هذا الانقلاب.

والآن لنتأتي إلى مصير هذين الخائنين الذين يدعيان الديمقراطية، فبعد الانقلاب العسكري قام العسكر بدهس كل شخص يرفع شعار الديماقراطية بالمركبات العسكرية، وقرر البرادعي ترك هذه السفينة إما لأن مهمته التي جاء من أجلها قد انتهت أو لأنه قد شبع من مشاهدة فيلم منظر الدماء، هل تعرفون ماذا فعل؟ لقد هرب إلى فيينا بالطائرة في ليلة من الليالي دون أن يخبر أحدًا، وعند هبوطه في فيينا كان لايزال نائب رئيس الجمهورية، وقد فضل أن يقدم استقالته في فيينا وليس في القاهرة خوفا ممّا سيحصل له هناك، وعلى حد علمي لم يعد إلى مصر أبدا.

والآن لنأتِ إلى باسم الشخص المصري الثاني الذي سلم عقله وفكره للغرب، فلو تتذكرون كيف كان يحن لدكتاتورية مبارك في عهد مرسي، وقد قدم له السيسي بعد انقلابه العسكري خدمة قيمة بأنه منع ظهوره على شاشات التلفزة، فهرب باسم إلى أمريكا بعد نفاد خياراته الأخرى.

والآن بعدما سمعتم عبرة هاتين الحكايتين ربما تتساءلون عن سبب ذكري لهما، لأنه يوجد في تركيا شخصيات ديمقراطية متلهفة لأن تكون كالبرادعي وباسم، وقد أحببت أن أُذكّرهم فقط بأنهم نجوا من خطر بقائهم بلا وطن بعد أحداث 15 تموز السابقة.

عن الكاتب

أوزجان تيكيت

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس