أوزجان تيكيت - صحيفة ترك خبر - ترجمة وتحرير ترك برس

ما تزال مغالطات الفهم التي تدور حول حزب الاتحاد الديمقراطي قائمة وعلى أوجها هنا في تركيا، وإلى الآن لا زلنا غير قادرين على ضبط هذه المغالطات وتوضيحها للجمهور، ومن أجل توضيح الحقيقة وراء ذلك أضع بين يديكم صورة التحولات التي طرأت في آراء وتصريحات القيادي بحزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم.

فهو الآن يدعي أن خلافه مع تركيا نابع من رفض تركيا لحزبه بسبب كونه حزب كردي قوي ولاعب مؤثر في المنطقة، بينما كان هو نفسه قبل سنتين يأتي إلى أنقرة ويسرح ويمرح في تركيا ضمن إطار التنسيق الذي تجريه تركيا مع حزبه وقوات المعارضة السورية الأخرى، فلماذا هذا التناقض والتحول في آراء الرجل؟

لم تختلف آراء الساسة في حزب الشعوب الديمقراطي عن آراء وعقائد حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي كما جاء ذلك واضحا في كلمات رئيسه صلاح الدين ديميرطاش وهو يصف عداء تركيا للتنظيمات الإرهابية "أنه وبكل تأكيد عداء ومحاربة ضد الأكراد". المؤسف هنا أن معظم وسائل الإعلام العالمية ومنهم أيضا المحلية يرون الصورة بمنظور هذه الأحزاب الإرهابية، مما يساعد ويؤكد روايتهم بأن معارضة تركيا لمشاريع الإرهابيين باتت تعتبر اليوم معارضة للشعب الكردي في سوريا وتركيا! وهو ما يفسر أيضا كل تلك الكلمات والأصوات التي تتهم تركيا بمعاداة الأكراد عندما رفضت وبالكلمة الفصل تمرير مشروع "الممر الكردي" على طول الحدود الجنوبية.

لكن الحقيقة عكس ذلك تماما، وما يؤكد هذه المظلومية هو الكم الهائل من الجهود والعمل الدؤوب الذي قام به حزب العدالة والتنمية في مشروع السلام مع الأكراد في السنين القليلة الماضية، والقضية الكردية كانت ولا تزال قضية تركية وأولوية سياسية محتّمة في الأجندات السياسية، ففي لقاءات القمة الصينية لمجموعة العشرين أوضح الرئيس أردوغان لنظيره الأمريكي باراك أوباما أن التدخل التركي لم يكن بسبب أجندات معادية للأكراد، وإنما هو حصرا من أجل قطع الطريق على "الممر الإرهابي" في الجنوب.

الحقيقة وراء عداء تركيا لحزب الاتحاد الديمقراطي، هو استمرار حزب العمال الكردستاني بعملياته الإرهابية في الأرضي التركية، أما دلالة الصلة بين التنظيمين الإرهابيين، فهو توقف الأعمال الإرهابية لحزب العمال الكردستاني أثناء زيارة قائد حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم لأنقرة. في حال أرادت الأطراف المختلفة رفع حزب الاتحاد الديمقراطي من اللائحة السوداء لتركيا؛ فعليهم تعطيل آلة حزب العمال الكردستاني في الأراضي التركية، وما دون ذلك فإنه لا يرقى عن كونه هراء لا يسمن ولا يغني من جوع. أما واجبنا تجاه هذا التضليل الإعلامي، فهو فضحه وإظهار حقيقته كما فعل الرئيس أردوغان بقمة العشرين، لأن سكوتنا عن كل هذه الأباطيل سيعني أنها حقيقية.

عن الكاتب

أوزجان تيكيت

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس