ترك برس

أعدّت شبكة "الجزيرة" القطرية، فيلمًا وثائقيًا بعنوان "ربيع تركيا.. نجم الدين أربكان" يتناول ظهور البروفيسور أربكان الذي قاد التغير في الحياة السياسية داخل تركيا، وكيف أسس خمسة أحزاب وناضل كلما كانت السلطات تغلق له حزبا بالبدء من جديد حتى تمكن من تولي رئاسة الوزراء في ظل سطوة العلمانية.

كما يُسلّط الفيلم الوثائقي الضوء على إتقان أربكان التغلب على العلمانية والخروج منها بأقل الخسائر مؤسسا لعهد اقتصادي جديد في تركيا ما زالت تجني ثماره حتى اليوم وخاصة بعد وصول تلاميذه إلى سدة الحكم.

ويعرض الفيلم في بداياته المرحلة التاريخية من عمر تركيا التي تولاها مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، وفرض فيها بالعلمانية على تركيا وضيق الخناق على الإسلاميين، وفي هذا الوسط ظهر نجم الدين أربكان الذي أنهى دراسته في جامع إسطنبول التقنية عام 1948 قبل أن يسافر إلى ألم

وفي ألمانيا حصل أربكان على شهادة الدكتوراة في هندسة المحركات وقد توصل أثناء دراسته إلى ابتكارات جديدة لتطوير صناعة المحركات، ويقول "زاهد أكمان"، مدير قناة التركية السابعة، إن الأخير كان يتجول مع عدد من أصدقائه في أحياء قونية وقراها، وكان يجد ثلاثة أو خمسة وأحيانًا شخصًا واحدًا ومع ذلك لم يتوان أو يتململ من شرح قضيته لهم.

أمّا "عبدالوهان أكنجي"، القيادي في حركة المللي غوروش التي تزعمها أربكان عام 1969، فيُشير إلى الضغوط التي مارستها القوى العليمانية ضد المسلمين، الأمر الذي يؤكّده "مصطفى غرداش" رئيس تحرير صحيفة "مللي غازيته" بالقول: "كان الوضع سيئًا جدًا لدرجة أن من يعلمون القرآن بالسر كانوا يدفنون المصاحف تحت التراب.

"أربكان" وبحسب "عمر فاروق قورقماز" المستشار الخاص لأربكان، شخصية أكاديمية بامتياز وكانوا يقوله أنه داهية من دهاة القرن العشرين، رجع إلى تركيا وأراد أن يفتح مصنع الجرار لأن تركيا كانت تشتري قطع الغيار من الولايات المتحدة الأمريكية بسعر غالٍ، لكن كلما كان يتقدم خطوة للامام كانوا يسدون أمامه.

من جهة أخرى، يقول زعيم حزب العمل التركي المعارض "دوغو برينجك" إن معتقدات أربكان الدينية كانت قوية وكان شخصًا محافظًا لديه أفكار لجعل العالم يتبع النظام الإسلامي وهذا لم يكن أمرًا واقعيًا ولم يكن هناك مجال لتحقيقه بسبب العلمانية.

وكانت القضية الفلسطينية والقدس والمسجد الأقصى تشكل الركيزة الأساسية لحوارات أربكان السياسية، وفق ما يقول رئيس فرع حزب السعادة في إسطنبول "بيرول أيدن"، الذي أكّد ان أربكان كان يشبه القضية الفلسطينية والقدس بالسائل النخاعي في جسم الإنسان.

بدوره، قال الرئيس التركي السابق عبدالله غولن، إن مقاييس الديمقراطية التركية كانت متدنية في عهد أربكان وكانت علاقة العسكر والمدنيين مضطربة جدًا، وتظهر في تركيا حكومات صورية من حين لآخر كما ظهر مجلس الأمن القومي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!