أمين بازارجي - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس

في يوم سابق وصلتني رسالة على الهاتف تنتقد الوضع القائم في تركيا والخطوات الهائلة التي اتخذت، وذكر فيها "اعرفوا أننا لسنا راضون عما يجري، ونعترض على ذلك".

ولهذا فكرت "ما هو وضعنا؟"!

نعم، لدينا العديد من المشاكل. ونتعرض لاعتداءات من أوساط معروفة في الشرق والغرب. إضافة إلى الأعمال الإرهابية الداخلية.

ولكن ها قد مرّ أكثر من أربعين يومًا على 15 من تموز. كما بدأنا عملية درع الفرات بجيش حشد فيه القسم الأعظم من المستويات القيادية. وصمدنا وصولًا إلى مدينة الباب. وليس هناك من شك أننا سندخلها عما قريب.

أتذكرون عندما استقال قائد الأركان العامة في مرحلة ما من منصبه ورحل إثر حديثه عن حملة عسكرية على العراق. دون أن يتم حشد وتمزيق القوات المسلحة إلى هذا الحد آنذاك.

انظروا إلى ما آلت إليه أمورنا! لو كان بوسعنا اتخاذ الخطوات التي اتخذناها اليوم في ذلك الحين بدون شك ستكون الظروف مختلفة جدًا.

وفي هذه النقطة بالتحديد يمكن طرح أسئلة حول "ما الذي حدث لكي نبدأ عملية درع الفرات؟" وما الذي لم يحدث!

أولًا أكدنا على عزمنا حماية مصالحنا الوطنية.

كما وجهنا رسالة شديدة اللهجة للقوى الإمبريالية أوضحنا فيها غضبنا مما يجري، والتأكيد على دورنا في المنطقة. 

ألا تعلمون أننا شاركنا بقوة أكبر في الاجتماعات الدولية التي عقدت بخصوص المنطقة. في حين شكلت التأثيرات البالغة الأهمية نسبيًا التي تركتها خطابات رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء ووزير الخارجية ورئيس الأركان العامة فيما مضى حقيقة لا جدال فيها.

إذن هل سيتخذون خطوة ما في المنطقة؟ لأن جميع الوكلاء صغارًا وكبارًا يتواصلون معنا. في ظل ما تشهده حلب من مجزرة غير إنسانية.

وبما أننا نحاول عرقلتها والحد منها، أجرى الرئيس أردوغان ثلاثة اتصالات هاتفية على الأقل مع الرئيس الروسي بوتين خلال الأسبوع الماضي. بينما الاتصالات مفتوحة باستمرار بين وزير الخارجية تشاويش أوغلو ونظيره الروسي لافروف، وتوصلنا من خلالها إلى إيقاف إطلاق نار مؤقت. واستمرار اتصالاتنا من أجل وقف دائم وإنقاذ الأبرياء في المنطقة من قبضة نظام الأسد.

ولهذا يتابعنا العالم وينتظر الأخبار منا. في ظل العجز الكامل لأمريكا المدعوة "بالقوة العظمى". وموقفها "كعامل غير فعال" تقريبًا في التطورات!

أما تركيا التي يقال بأنها "غرقت أو تغرق" تمتلك حاليًا تأثيرًا أكبر من أمريكا بخصوص التطورات الحاصلة في سوريا.

ولهذا ينبغي مناقشة الممر الإرهابي المراد إقامته على حدودنا عند الحديث عن وجود "أمريكا"، والذي عطلناه من خلال عملية درع الفرات.

وأكدنا بأننا سنخرج العناصر الإرهابية من هذه المنطقة وتابعنا ذلك بعزم وإصرار. وبمرور الوقت لم نتردد في السخرية من الأكاذيب والنفاق الأمريكي. وكلما صدر تصريح بشأن انسحاب حزب الاتحاد الديمقراطي من منبج كنا نؤكد على عدم صحة ذلك واستمرار تواجدهم. وأخيرًا من الواضح أن النقطة التي توصلنا إليها هي:   

اضطرارها لفتح منبج بهدف إقناعنا ودعوتنا لدخولها، وإجراء الوفد العسكري الذي شكلناه تحقيقات في المدينة، وبالتالي التأكد على أرض الواقع من صحة ما تحدثت عنه الولايات المتحدة الأمريكية.

ولكن هل لاحظتم ذلك؟ إن عملية التفتيش التي أجروها وإرسالهم المفتشين فيما مضى نقوم بها نحن الآن!

وكذلك الحال بالنسبة إلى أوروبا.

من خلال إعلانهم حالة التأهب للتصدي لـ 300- 500 لاجئ على أبوابهم. وبناء الأسوار على حدودهم وإحاطتها بالأسلاك الشائكة. وتقديم رئيس الهجرة البلجيكي اقتراحات شريرة لنظيره اليوناني. وتجرده من الإنسانية بحديثه عن إغراق القوارب في بحر إيجة إن تطلب الأمر لمنعهم من الوصول إلى أوروبا.

ونحن أيضًا لقنّاهم درسًا في الإنسانية، من خلال استضافتنا 3 ملايين إنسان منذ خمس سنوات تقريبًا. بالإضافة إلى إجراء الاستعدادات اللازمة من أجل استضافة 80 ألف إنسان قد يأتون من حلب في الوقت الحاضر. وإنفاق 25 مليار دولار على اللاجئين.

انظروا كيف نسارع لمساعدة مينامار. ونضمد الجرحى في اليمن. علاوة على دورنا في أفغانستان والعراق والنيجر. كما لم نغلق سفارتنا في العاصمة الصومالية مقديشو التي خشيت الدول الغربية من دخولها. حتى أصبح بوسع قواتنا العسكرية الخروج إلى الشوارع في أفغانستان دون الحاجة لارتداء سترات فولاذية.

إن الرد على ما كتب في تلك الرسالة هو أنني راضٍ عن هذا الوضع، وسعيد بذلك ولست معترضًا عليه. وعلى أولئك المرسلين للرسائل هنا وهناك، الراغبين في نشر فكرة "غرق تركيا" أن يخافوا الله قليلًا!

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس