ترك برس

استعرض الإعلامي المصري منتج ومقدم البرامج في قناة الجزيرة القطرية، أحمد منصور، تقييمًا حول موقف إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما، تجاه إعلان تركيا وروسيا مؤخرًا عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا.

وفي مقال له بصحيفة "الوطن" القطرية، قال منصور إن إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما، التزمت الصمت لساعات إزاء إعلان كل من موسكو وتركيا يوم الخميس الماضي عن التوصل لوقف إطلاق النار في سوريا يمهد الطريق لبدء مفاوضات بين المقاومة السورية المسلحة والنظام في أستانة عاصمة كازاخستان خلال شهر.

واعتبر الكاتب المصري البارز أن الصمت الأميركي جاء ليُترجم الفشل المزمن في سياسة أوباما الخارجية التي يقودها صاحب الوجه الصخري وزير الخارجية جون كيري الذي قاد سياسة أميركا في المنطقة من فشل إلى فشل في كل القضايا.

وقال منصور: "في اليمن اختتم دورَه بفضيحة الإعلان الكاذب عن التوصل لاتفاق مع كل الأطراف فخرج وزير الخارجية اليمني ليكذبه ويتحول الأمر لفضيحة سياسية لأميركا وسياستها ووزيرها الأحمق.

أما سياسة الولايات المتحدة في سوريا فقد كانت أم الفضائح والنكبات بدءا من تعهد أوباما بالإطاحة بالأسد إلى الوعود الزائفة بإمداد المعارضة بالأسلحة الفتاكة إلى الوقوف في النهاية موقف المتفرج على المذابح والمجازر والتهجير للسوريين دون أي تحرك".

وأضاف: "رغم أن الخطوات التي قامت بها كل من روسيا وتركيا كانت كلها تقود حسب رأي المراقبين إلى وقف لإطلاق النار تعقبه مفاوضات إلا أن الدبلوماسية الأميركية أصيبت بالخرس وكأن روسيا ضربتها في مقتل والأكثر صمتا من الإدارة كان الإعلام الأميركي الذي تجاهل وقف إطلاق النار كما تجاهَل المجازر التي قام بها النظام في سوريا ولم يكن يتعرض لها بالشكل الذي يتناسب مع حجمها.

أما أكذوبة الحرب على داعش في سوريا فقد كشفها الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان حينما انتقد الولايات المتحدة والدول الغربية يوم الخميس الماضي وقال إنها لا تشارك في الضربات العسكرية على مدينة الباب التي تُسيطر عليها داعش والتي يقوم الجيش التركي بمهاجمتها".

ورأى أن "هذا يؤكد على أن الولايات المتحدة لا تريد القضاء على داعش لأنها حسب كثير من المراقبين صنيعتها أو على الأقل هي راضية عن وجودها وقد صرح أكثر من مسؤول أميركي أن داعش بحاجة إلى سنوات حتى يتمكن ما يسمى بالتحالف من القضاء عليها، كما أن معركة الموصل التي دخلت في متاهات لا يعرف أحد كيف ومتى ستنتهي؟".

وشدّد على أن سياسات أوباما تجاه سوريا تميّزت بالعجز والتردد، مما دفع روسيا إلى أن تقوم بخطوتِها الأولى في احتلال سوريا ثم ممارسة أبشع أنواع جرائم الحُروب واستخدام أحدث أنواع الأسلحة ضد الشعب السوري دون أن تقوم الولايات المتحدة بأي جهد في منع هذه الجرائم أو تزويد المعارضة بالسلاح أو حتى السماح لدول أخرى أن تزوّد المعارضة بأسلحة نوعية.

وأردف قائلًا: "بعد حرق وتدمير حلب وتهجير أهلها أعلنوا أنهم سوف يرسلون للمعارضة صواريخ أرض جو أي بعد انتهاء كل شيء مما يعني أن العجز والتردد كان سيد الموقف في كل التصرفات رئيس متردد ووزير خارجية مشلول وإدارة عاجزة هذا باختصار ما سوف يسجله التاريخ عن إدارة أوباما تجاه سوريا فإلى مزبلة التاريخ".

ومساء الخميس الماضي، أعلنت روسيا وتركيا والنظام السوري التوقيع على اتفاق مع المعارضة السورية لوقف إطلاق نار شامل في أنحاء سوريا تمهيدا لمفاوضات سياسية بمشاركة قوى إقليمية ودولية.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه تم توقيع ثلاث وثائق بين المعارضة والنظام السوريين، تتضمن وقفًا شاملًا لإطلاق النار ومراقبته، والاستعداد لمفاوضات حول السلام في سوريا.

من جانبها قالت الخارجية التركية إن أنقرة وموسكو ستعملانِ كضامنينِ لوقف إطلاق النار، وقالت تركيا إن اتفاق وقف إطلاق النار يستثني التنظيمات التي يعتبرها مجلس الأمن الدولي تنظيمات إرهابية، مشيرة إلى أهمية دعم الدول المؤثرة على الأطراف المقاتلة.

وأوردت الوزارة في بيان أنه "بمقتضى هذا الاتفاق وافقت الأطراف على وقف كل الهجمات المسلحة بما فيها الهجمات الجوية، ووعَدت بألا توسع المناطق الواقعة تحت سيطرتها".

وعقب الإعلان الروسي والتركي عن هذا الاتفاق، أعلن جيشُ النظام السوري بدوره وقفا شاملا للعمليات القتالية على جميع الأراضي السورية، على أن يستثني تنظيم الدولة وفتح الشام (جبهة النصرة سابقا)، وفق بيان الجيش.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!