ترك برس

رأى خبيران تركيان أن الاتفاق التركي الروسي جاء كـ"ردة فعلٍ متوقعة" من المسؤولين الأتراك على سياسات الولايات المتحدة الأميركية، وأن فيه رسالة سياسية تحمل في طياتها العديد من التلميحات لجهات عديدة.

ونقل موقع "هافينغتون بوست عربي"، عن الباحث التركي جان أجون، إنه يرى في الاتفاق الروسي التركي رسالة تحمل في طياتها العديد من التلميحات لجهات عديدة، مفادها أنه وعلى الرغم من توتر العلاقات الثنائية بين البلدين بعد حادثة إسقاط السلطات التركية للطائرة الحربية الروسية في العام الماضي، استطاع الجانبان تجاوز خلافاتهما والتوصل لصيغة تفاهم من شأنها أن تُعجل في حل القضية السورية بمنأى عن موقف الولايات المتحدة الأميركية التي لا يخفى على أحد تقلص دورها في المشاورات الخاصة بالقضية السورية.

وأضاف أجون أنه يستبعد فرضية حصول السلطات التركية على الضوء الأخضر من الإدارة الأميركية لتوقيع الاتفاق مع روسيا، مشيراً إلى أن حكومة بلاده لا تشعر بالرضى عن سياسات البيت الأبيض تجاه الصراع الدائر في سوريا وتحديداً فيما يتعلق بدعمها المتواصل للأحزاب الكردية الناشطة في سوريا والتي تصنفها أنقرة بالأحزاب الإرهابية.

بدوره، رأى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة مرمرة، لآيمري إرشان، أن الاتفاق جاء كـ "ردة فعلٍ متوقعة" من المسؤولين الأتراك على سياسات الولايات المتحدة الأميركية التي يلخصها إيمري في تقطتين. الأولى هي سياسة دعم السلطات الأميركية للمنظمات والأحزاب الكردية في سوريا، والثانية هي تسليم الداعية التركي فتح الله غولن المقيم في ولاية بنسلفانيا للسلطات التركية التي تتهمه بالتخطيط لمحاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو/تموز 2016.

واعتبر إرشان، أن إيران وروسيا وتركيا لعبت وتلعب أدواراً هامة في سوريا خلال السنوات الأخيرة وذلك بسبب نفوذها وعلاقاتها القوية التي تربطها سواءً بالنظام السوري أو قوى المعارضة، مشيرًا إلى أن الدور الذي تلعبه الدول الثلاث ساهم بشكل أو بآخر في تقزيم الموقف الأميركي في الصراع السوري وهو ما انعكس على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مؤخراً، حسب إرشان.

وأكّد إرشان أن جميع الأطراف مستفيدة من الاتفاق، إلا أنه يرى أن تركيا هي المستفيد الأول منه نظراً لعوامل عديدة أبرزها -كما يؤكد- محاولاتها لوقف الهجمات الإرهابية التي ضربتها خلال الأشهر الأخيرة الماضية وخلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى، بالإضافة لضمانها استمرار عملية درع الفرات التي تقودها القوات التركية لتحرير بعض المدن الحدودية من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!