ترك برس

قال الإعلامي المصري البارز، أحمد منصور، منتج ومقدم البرامج في شبكة الجزيرة القطرية، إن دولا كثيرة وعلى رأسها إسرائيل تريد أن يكون لها حضور في مفاوضات سوريا المزمع انعقادها في آستانة عاصمة كازاخستان في الثالث والعشرين من الشهر الجاري والتي قد تحدد مصير سوريا ومستقبلها الديمغرافي والسياسي.

وفي مقال له بصحيفة الوطن القطرية، أشار منصور إلى أن لموسكو اليد الطولي في الترتيبات المتعلقة بفاوضات آستانة، مبينًا أن اختيار عاصمة كازاخستان التي تعتبر اقرب حلفاء روسيا في دول آسيا الوسطى والتي يمثل الروس ربما 25 % من سكانها وكذلك كونها تتمتع بعلاقات سياسية وجغرافية ودينية مع تركيا له دلالات في توافق الدولتين الراعيتين للمباحثات روسيا وتركيا.

ولفت منصور إلى أن عدم احترام وقف إطلاق النار من قبل قوات النظام والمليشيات التابعة لها وعلى رأسها مليشيات حزب الله اللبناني وما يرتكبونه من جرائم في وادي بردى بالقرب من دمشق يؤكد على أن الروس يغضون الطرف أو ليس لديهم مانع من مثل هذه الخروقات والجرائم التي تجري بشكل شبه يومي في أنحاء متفرقة من سوريا منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار.

ورأى أن ما يهم الروس في الأمر هو ترتيب أمرهم وأمر حلفائهم من الإيرانيين والسوريين في النهاية بغطاء سعوا أن يكون للولايات المتحدة دور هام فيه وقد كان إعلان بوتين في البداية أن اتفاق وقف إطلاق النار سيكون هشا مؤشرا منح النظام والمليشيات التابعة له الفرصة لكي تخرق إطلاق النار بشكل دائم.

وأضاف الإعلامي المصري: "بينما تمارس تركيا ضغوطا على الفصائل المسلحة حتى لا تتغيب عن مؤتمر استانة فإن دولا كثيرة وعلى رأسها إسرائيل تريد أن يكون لها حضور في المؤتمر الذي ربما يحدد مصير سوريا ومستقبلها الديمغرافي والسياسي".

واعتبر منصور أنه من غير المعتقد أن يتم تسوية القضية في المدى المنظور في ظل عدم رغبة الغرب في إنهاء وضع تنظيم الدولة الاسلامية داعش وعدم التحرك الجدي ضد وجودها في سوريا وخذلان تركيا في معركتها ضد تنظيم الدولة في الباب.

وتابع: "إن هذا وحده دليل كاف على أن الحل في سوريا هو أمر بعيد المنال في الوقت الراهن، وأن ما يجري هو ربما يكون نقلة من مرحلة الدمار والقتل والتهجير القاسي إلى مرحلة متوسطة الدموية تمكن النظام من تغيير الخريطة الديمغرافية للتركيبة السكانية والجغرافية للشعب السوري وتمكن الروس كذلك من ترتيب الأوضاع مع النقلة التي يمكن أن تحدث في العالم في ظل نظام ترامب.

وأشار منصور إلى صعوبة التكهن بالكيفية التي سيتعامل بها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مع الوضع في سوريا والمنطقة بشكل عام لاسيما في ظل التسريبات عن العلاقة المميزة التي يمكن أن تجمع ترامب مع بوتين.

وشدّد الإعلامي المصري على أن "التفاوض في البداية والنهاية يجري على أشلاء الشعب السوري وعلى أشلاء الدولة السورية التي لا يمكن أن تعود إلى ما كانت عليه".

وخلص إلى أن المفاوضات ستنطلق بمن حضر لكنها لايمكن أن تفرض حلولا في ظل مطامع إيران والنظام التي لا حدود ولا نهاية لها وفي ظل مخطط إسرائيل أن تتحول سوريا في النهاية إلى دويلة حماية لحدودها الشمالية الشرقية.

بينما تريد روسيا أن ترسخ وجودها في البحر المتوسط أما المعارضة الممزقة فإنها ستكتفي بسوريا ممزقة مثلها لأن الفرقة لا يمكن أن تعيد بلدا أو حتى تحافظ على ما تبقى منه.

في سياق متصل، وصف محلل الشؤون الأمنية في صحيفة يديعوت أحرونوت، أليكس فيشمان، الغارة الإسرائيلية الأخيرة على مطار المزة العسكري قرب دمشق بأنه رسالة من إسرائيل بأنها حاضرة في مؤتمر الأستانة رغم عدم دعوتها إليه، وأنه لا يمكن للنظام السوري وحليفته إيران وحزب الله التوصل إلى اتفاق دون موافقتها.

وكتب فيمشان أن تل أبيب كثفت خلال الاسابيع الأخيرة اتصالاتها مع الروس على الجانب الدبلوماسي من خلال المحادثات المتعددة التي أجراها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعلى الجانب العملي بقصف أهداف في الداخل السوري، وأن الهدف من   الجانبين موجه إلى محادثات الأستانة لبحث مستقبل سوريا.

وأضاف فيشمان المقرب من الدوائر الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية أنه على الرغم من عدم توجيه الدعوة إلى إسرائيل لحضور مؤتمر الأستانة، فإنها ترسل رسالة عبر جميع القنوات مفادها أنكم لا يمكنكم التوصل إلى أي اتفاق طويل الأجل دون موافقة إسرائيل.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!