ترك برس

وصف خبراء ومحللون سياسيون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأنه "عرّاب" العلاقات بين تركيا ودول الخليج العربية، وأن هناك جملة أسباب وراء جولته الخليجية الأخيرة، معتبرين أن "تركيا تصر على إضعاف النفوذ الإيراني في سوريا".

وخلال مشاركته في برنامج على شبكة "التلفزيون العربي"، رأى الباحث السوري في العلاقات الدولية مروان قبلان، أن العلاقات الاقتصادية التركية الخليجية بقيت محافظة على مستوى معين، وأن "تركيا تعتمد على روسيا أكثر من إيران في الطاقة".

ولفت قبلان، وهو منسق وحدة تحليل السياسات في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، إلى أن الغاية الأساسية من زيارة أردوغان إلى دول الخليج هي استكشاف إمكانية بدء نوع من الحوار بينها وبين إيران.

وأجرى أردوغان جولة خليجية، خلال الفترة 13 - 14 شباط/فبراير الجاري، بدأها بزيارة العاصمة البحرينية المنامة ثم انتقل إلى العاصمة السعودية الرياض، واختتمها فيما بعد بالعاصمة القطرية الدوحة.

واعتبر قبلان، أن هناك ثلاثة أسباب تقف وراء الزيارة التي أجراها الرئيس أردوغان إلى الدول الخليجية، وهي "التطمين"، و"طلب المساعدة اقتصاديا وسياسيا"، و"عرض المساعدة العسكرية".

من جهة أخرى، لفت مروان قبلان - وهو عميد سابق لكلية العلاقات الدولية والدبلوماسية في جامعة القلمون في دمشق، إلى أن السعودية تعول على تركيا فيما بعد انتهاء معركة الموصل في محافظة نينوى بشمال العراق.

بدوره، وصف الكاتب والمحلل السياسي السعودي عبدالله الشمري، الرئيس التركي بأنه "عرّاب العلاقات الخليجية التركية"، وأن العامل الأمريكي والسوري "عجّل من زيارة أردوغان إلى دول الخليج".

وأوضح عبد الله الشمري أن هناك قرار سعودي بمواجهة إيران من الداخل وليس بمناطق نفوذها فقط، مبينًا أن "السعودية كانت وحيدة في مواجهة إيران سياسيا واختلف ذلك عندما جاء دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة".

وأشار الكاتب السعودي إلى أن قادة تركيا والمملكة العربية السعودية شعروا بأن الولايات المتحدة الأمريكية تركتهم، خلال عهد الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة باراك أوباما.

من جهتها، قالت الباحثة والأستاذة الجامعية الأردنية المختصة بالشأن الإيراني، إن زيارة الرئيس أردوغان إلى دول الخليج "حَذِرة ومُحَذِّرة"، مضيفة: "لا يمكن لأي عارف بالعلاقات الخليجية التركية أن يجازف بتفوقها على العلاقات التركية الإيرانية".

واعتبرت الصمادي أن الرئيس الإيراني حسن روحاني يعرف أن المشكلات مع دول الخليج معقدة ولا يمكن حلها بزيارة أو اثنتين، وأن "اللهجة الحادة التي استخدمتها تركيا ضد إيران ليست الأولى والأبرز من نوعها".

أمّا الأكاديمي الأستاذ سمير صالحة، فرأى أن تركيا تعمل على ملئ الفراغ المصري في الخليج، وأن الرسائل التي توجهها أنقرة لطهران ليست لإرضاء الدول الخليجية.

وأشار صالحة إلى أن "التوتر التركي الإيراني يختلف الآن عن سابقاته ولا أظن باحتمال وجود هدنة تركية دون تعديل في سياسة إيران بالمنطقة"، مشدّدا على أن "تركيا تصر على إضعاف النفوذ الإيراني في سوريا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!