ترك برس

قال الإعلامي السوري باسل الحاج جاسم، الباحث في العلاقات الروسية - التركية، يمكن النظر إلى الإعلان التركي انتهاء عملية درع الفرات عبر أكثر من زاوية، حيث أوضح في حديث خاص لـ"الخليج أونلاين" تعليقا على الاعلان التركي، أن الأمر "ربما يكون على غرار إعلان روسيا العام الماضي انتهاء عملياتها العسكرية في سوريا، في حين أن الواقع شيء مختلف، ومن ثم تكون تركيا في حلٍّ من كل التزاماتها التي ترافقت مع عمليتها العسكرية درع الفرات، ولا سيما أمام روسيا، فلا يخفى أن التحركات العسكرية التركية الأخيرة في سورية في شق منها، نتيجة للتقارب التركي - الروسي، عقب تجاوز حادثة إسقاط الطائرة."

وأضاف الحاج جاسم: إن "تركيا تستطيع في هذه الحالة تقديم الدعم الذي تريده، وتحرك حلفاءها على الأرض دون أي مسؤولية مباشرة أمام أي جهة كانت"، مشيرًا إلى أن "تركيا اليوم أمام استحقاق داخلي هام، وهو الاستفتاء الدستوري في السادس عشر من أبريل/ نيسان المقبل، وهذا الإعلان له معان كثيرة في أوساط الشارع التركي، قد تنعكس على نتائج الاستفتاء، في محاولة لكسب الأصوات المعارضة لعملية درع الفرات."

أما فيما يتعلق باحتمالية مشاركة أنقرة في معركة الرقة، فقد وصف الحاج جاسم المسألة بـ"المعقدة جدًا"، وذلك في حديث خاص مع ترك برس، إلا أنه في حال حدوثه، يتيح تدخل قواتها بين بلدتي تل أبيض وعين العرب السوريتين، وضرب عصفورين بحجر، فصل المنطقتين التي أعلنتها الميليشيات الكردية في مناطق إدارتها، ومحاربة داعش، ولكن هذه المرة في ظل عملية عسكرية جديدة، مشيرًا إلى أن أي تحالف لا تشارك فيه تركيا في سوريا سيكون مصيره الفشل على المديين المتوسط والبعيد.

وأوضح أن "واشنطن تدرك هذه النقطة، لما تمتلكه تركيا من أوراق إقليمية"، لكنه توقع "استمرار هذا السجال وأن تقوم واشنطن بإداراته وبمعنى أدق إدارة الموازنة بين الأطراف، لكن دون الوصول إلى حل جذري في المدى المنظور".

وأكد الاعلامي السوري باسل الحاج جاسم في حديثه لترك برس، أن الشيء الأهم، تحقيق العملية أهدافها المعلنة في محاربة تنظيم داعش وتطهير الشريط الحدودي من جرابلس إلى اعزاز، في تناغم مع الأهداف المعلنة للتحالف الدولي وروسيا المعادي لداعش، وكذلك قطع الطريق،على تمدّد الميليشيات الكردية بهدف السيطرة على كامل الشريط الحدودي مع تركيا، وهو ما يتناغم مع أهداف المؤسسة العسكرية التركية، ومع الرأي العام التركي والسوري (الرسمي و المعارض) الرافض لأي مشاريع انفصالية تحت مسميات ناعمة (فيدرالية، إدارة ذاتية)، مع عدم إغفال حقيقة أن تركيا بانتهاء درع الفرات تكون فرضت منطقة آمنة بحكم الأمر الواقع.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!