ترك برس

قال خبيران تركيان إن لدى تركيا مخاوف من تهديد بعض المنظمات "الإرهابية" للتشويش على الاستفتاء الدستوري المرتقب، لكن الشعب لديه وعي سياسي لتجاوز هذه المخاطر، وأكّدا أن الأطراف المعادية لتركيا موجودة بكل الأحوال، سواء من خلال القِوى المسلحة أو الدول الأوروبية.

ويستعد الناخبون الأتراك للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء العام على تعديل الدستور يوم الأحد المقبل في ظل أوضاع أمنية استثنائية تشهدها البلاد منذ فترة طويلة، تحت ظل قانون الطوارئ وبعد سلسلة هجمات مسلحة نفذتها العديد من التنظيمات.

وتوقع الخبير في الشؤون الأمنية بمركز "ستا" التركي للدراسات بيلغَاهان أوزتورك، ألا تؤثر ما سماها "المشاكل الأمنية والعمليات العسكرية خارج الحدود" على مسار الاستفتاء على التعديلات الدستورية، حسبما نقلت شبكة الجزيرة القطرية.

وأضاف أوزتورك أن الأطراف المعادية لتركيا موجودة بكل الأحوال، سواء من خلال القوى المسلحة التي تقاتل على الحدود، أو حتى الدول الأوروبية التي تشهد علاقاتها خلافات مع تركيا.

واعتبر الخبير التركي أن التهديد الأمني الخارجي الأهم يتمثل في أي نشاط يمكن أن تمارسه جماعة الخدمة التي يقودها المعارض التركي المقيم في ولاية بنسلفانيا الأميركية فتح الله غولن، والمتهمة بتدبير المحاولة الانقلابية الفاشلة منتصف يوليو/تموز الماضي.

وأشار إلى أن تنظيم الخدمة أو ما يطلق عليه اسم "فيتو" يمكن أن يحرض ويتحرك ضد المصالح التركية، وأنه قد فعل ذلك من قبل، لكنه استدرك بالقول "الآن الشعب والدولة متيقظون لهذه الأمور، ولو وقع أي هجوم سيتعامل الشعب مع مصدره بسرعة وبالأسلوب المناسب".

وأعلنت وزارة الداخلية التركية، مؤخرًا، أنها اتخذت إجراءات أمنية مشددة لتأمين استفتاء يبلغ عدد المصوتين فيه 55 مليونا و300 ألف ناخب في ولايات تركيا الـ81.

كما نقلت الجزيرة عن الباحث في الشؤون السياسية جان آجُون، قوله إن حالة الطوارئ فرضت في تركيا لتسهيل مكافحة الإرهاب ومحاربة "فيتو" بالتحديد، موضحا أن الطوارئ محصورة بسياسة عمل أنظمة الدولة وآلياتها ولن تؤثر في الاستفتاء، لأنها لا ترتبط بالحياة اليومية للشعب.

وقال آجُون إن تركيا مرت بفترة زمنية صعبة، تمثلت بمحاولة الانقلاب والهجمات الإرهابية التي تعرضت لها، لكن ذلك لن يؤثر في مسار الاستفتاء "لأن الدولة نفذت حملة كبيرة ضد منفذي هذه الهجمات، ولأن الشعب أثبت قوته ووعيه السياسي حيالها".

وأوضح أن هناك مخاوف من تهديد بعض المنظمات "الإرهابية" للتشويش على الاستفتاء، لكن الشعب لديه وعي سياسي لتجاوز هذه المخاطر، وسيواجه ذلك مع الدولة التي رفعت مستوى الأمن إلى أعلى الدرجات لتقليص المخاطر المُحيقة بالبلد في هذه الفترة.

ولفت إلى أن الحكومة التركية أعلنت الخميس القبض على نحو خمسمئة شخص من تنظيم الدولة الإسلامية وحزب العمال الكردستاني لتقليص المخاطر، لكنه قال "رغم ذلك فالمخاوف موجودة لكنها لن تؤثر في مسار الاستفتاء".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!