ترك برس

أكّد الدكتور ياسين أقطاي، النائب في صفوف حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا أن هناك جملة تطورات فتحت للأكراد مجالا أوسع من الحرية والقدرة على التعبير في الاستفتاء الشعبي الأخير "بعيدا عن فوهات بنادق الانفصاليين" التي كانت تحيط بالانتخابات سابقا.

وخلال حديثه لشبكة الجزيرة القطرية، قال أقطاي إن الحكومة التركية لم تقطع علاقاتها أساسا بالأكراد، كما أن حزب العدالة والتنمية سيحافظ على علاقاته بهم ويعمل على تطويرها بالمستقبل.

وأرجع البرلماني التركي المسؤول عن حقوق الإنسان ارتفاع نسبة تأييد تعديل الدستور في أوساط الأكراد إلى ثلاثة أسباب رئيسية أهمها أن "الشعب الكردي ملّ من السياسيين الذين يزعمون أنهم يمثّلونه".

كما رأى أن "التأثير السلبي" لـ حزب العمال الكردستاني المناهض لتُركيا على الأكراد تراجع بسبب تقويض نفوذِه تحت وطأة "عمليات مكافحة الإرهاب الأخيرة" فضلا عن أن الطبيعة المحافظة والمتدينة للشعب الكردي تجعله أكثر قربا لفكر حزب العدالة والتنمية ومعتقداته، وفقا لتعبيره.

وأشار أقطاي إلى أن هذه التطورات فتحت للأكراد مجالا أوسع من الحرية والقدرة على التعبير "بعيدا عن فوهات بنادق الانفصاليين" التي كانت تحيط بالانتخابات سابقا، ما أدى لازدياد نسبة التصويت لصالح حزب العدالة والتنمية.

وأنعشَت نتائج الاستفتاء على تعديل الدستور في تركيا الآمال بتحسين العلاقات مع الأكراد بعد قرابة العامين من إعلان "حزب العمال الكردستاني" عن تجميد العملية السياسية مع الحكومة وتنفيذِه سلسلة عمليات عسكرية في يونيو/حزيران 2015.

فقد منحت أغلبية المصوتين بالولايات الجنوبية والشرقية -ذات الأغلبية الكردية- أصواتها للخيار "نعم" فرجحت كفة استفتاء 16 أبريل/نيسان لصالح تعديل الدستور، لتعوّض بذلك تقدم أنصار الخيار "لا" بالولايات الكبرى مثل إِسطنبول وأنقرة وإزمير.

والتقط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السلوك الانتخابي الكردي بكثير من الاهتمام، وعلق عليه بأول خطاب له بعد ظهور النتائج بالقول إنه "إشارة جيدة بالنسبة للاستحقاقات الانتخابية القادمة عام 2019".

ورأى مسؤولون من حزب العدالة التّنمية الحاكم وناشطونَ أكراد أن لهذه التطورات تأثيرا إيجابيا على مستقبل القضية الكردية، كما اعتبروها تعبيرا من الأكراد عن نفورهم من القيادات السياسية الكردية المعارضة التي وقفت في معسكر "لا لتعديل الدستور".

وكان الجيش التركي قد شن أواخر عام 2015 وحتى أواسط 2016 سلسلة عمليات مكثفة ضد "العمال الكردستاني" أسفرت عن تقويض بنيته العسكرية وإبعاد قواته عن المدن التي كانت تهيمن عليها خاصة مدينة ديار بكر التي تعد معقله الرئيسي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!