ترك برس

ألقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خطاباً في الجلسة الختامية لاجتماع قمّة زعماء الدّين الاسلامي لدول أمريكا اللاتينيّة، الذي عُقد في مدينة اسطنبول.

وأكّد أردوغان أنّ الدّين الاسلامي هو من أعظم النّعم التي أنعم الله بها على البشر، وأنّ وظيفة المسلمين في شتّى أنحاء العالم هي دعوة النّاس إلى هذا الدّين والتّعريف به حتّى آخر نفسٍ في حياتهم.

وتطرّق إلى الجذور التّاريخية للدّين الاسلامي، وأفاد بأنّ المسلمين جابوا أصقاع الأرض، وأنّهم استطاعوا اكتشاف القارّة الأمريكية قبل "كريستوف كولومبوس" بـ 300 عاماً، حيث قال إنّ كولومبوس كتب في مذكّراته أنّه شاهد مسجداً على قمة جبل في كوبا.

وفي هذا الصّدد، أعلن أردوغان أنّه ينوي خلال الأيام القليلة القادمة القيام بزيارة رسميّة إلى كوبا وأنّه سيطلب من المسؤولين هناك إعادة إعمار المسجد على قمّة ذلك الجبل.

وفي مستهلّ حديثه أوضح أردوغان أنّ الدّين الإسلامي لا يهدف إلى استعمار واستغلال الشّعوب وأنّ هذا الدّين لا يرغم أحداّ على الدّخول فيه.

واشاد أردوغان بدور أجداد الأتراك في الدّفاع عن الإسلام والمسلمين في بقاع الارض، حيث أفاد بأنّ أجدادهم قاموا بالدّفاع عن المسلمين والأماكن المقدّسة في الأندلس، وتعهّد بالحفاظ على ميراث أجدادهم من خلال الدّفاع عن المسلمين في دول أمريكا اللاتينيّة وحماية الأماكن المقدّسة في العالم بشكل عام وفي منطقة الشّرق الأوسط على وجه التّحديد.

كما تطرّق أردوغان إلى الأزمات السياسية التي تحيط بالعالم الإسلامي وأكّد أن سبب هذه الأزمات هو ابتعاد المسلمين عن مبادئ الدّين الإسلامي وكتابه المقدّس وندّد في هذا الصّدد ببعض الجماعات التي تقوم باستغلال الدّين الإسلامي لتحقيق مصالحها الذاتية في منطقة الشّرق الأوسط.

ونوّه أيضاً إلى أنّ الطّوائف الدّينية الأخرى تلعب دوراً في تأزّم الأوضاع في منطقة الشّرق الأوسط، منتقداً هيئة الأمم المتّحدة ومتّهماً إيّاها بالتّخاذل وغضّ النّظر عن تصرّفات القيادة الإسرائيليّة ضدّ المسجد الأقصى والأماكن المقدّسة.

وفي هذا السّياق دعا أردوغان الأمم المتّحدة إلى تنفيذ القرارات المتّخذة بحقّ الدّولة الإسرائيليّة، حيث قال: "إنّ هناك 150 قراراً متّخذاً بحقّ الإسرائيليّين في مجلس الأمن لكن لم تقم الأمم المتّحدة بتنفيذ أية مادّةٍ منها. ومازالت إسرائيل تعبث بالأماكن المقدّسة للمسلمين. فلو قمنا نحن بما يفعله الإسرائيليّون، هل تتخيّلون ماذا كانوا سيفعلون؟".

وتطرّق الرئيس أردوغان إلى الأزمة السّوريّة، حيث ذكّر المجتمع الدّولي بأن تركيا حذرت العالم من عدم جدوى الغارات الجوّيّة وأنّ الأزمة في سوريا لن تنتهي قبل الإطاحة بنظام الأسد.

وفي هذا الصّدد قال أردوغان: "لقد قلنا مراراً وتكراراً بأنّ التسوية في سوريا لا يمكن أن تتحقّق من دون الإطاحة بالأسد وأنّ الغارات الجوية على مواقع الإرهابيّين لن تجدي نفعاً. والآن نرى أنّ المجتمع الدولي بدأ يدرك صحّة رؤيتنا حيال هذا الموضوع".

وفي ختام حديثه أكّد بأنّ هناك مؤامرة تحاك في الظل ضدّ شعوب منطقة الشّرق الأوسط، حيث قال: "إنّ هناك مؤامرة تحاك ضدّ شعوب المنطقة. والدّليل على ذلك هو انشغال العالم ببلدة كوباني ونسيانهم لما يجري في مدينة حلب ومحيطها".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!