هاشمت بابا أوغلو - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

هناك مقولة تكاد لا تفارق ألسنة من يتناولون ويناقشون الأحداث الدائرة في العالم منذ مدة: "يجب النظر إلى اللوحة كاملة"...

حسنًا...

نحن لا نولي اهتمامًا إلى كيفية رسم وتلوين، وفي النهاية تأطير هذه اللوحة.

تجرنا التغيرات الحاصلة في القضايا الراهنة، وتفوتنا ملاحظة الكثير من التفاصيل.

مع أن من الواجب النظر ليس إلى اللوحة كاملة فحسب، بل إلى الرسامين (القوى العظمى في العالم)، وحركات وضربات الفرشاة على اللوحة.

هل من الممكن إعداد "تحليل" لا يتابع التفاصيل؟

على سبيل المثال، نتحدث اليوم عن السعودية وقطر...

سأتحدث الآن عن تفصيل فات المتابعين الالتفات إليه.

وأعتقد أننا سندرك عندها كيف تعمل الآلية، وسيتكون في عقلنا تصور أوضح لكيفية رسم اللوحة.

قبل سنوات طويلة، وضعت الولايات المتحدة الأمريكية على الرف الملفات التي تربط بين هجمات 11 سبتمبر وحليفتها التقليدية في الشرق الأوسط المملكة العربية السعودية.

بطبيعة الحال وضع الملفات على الرف لا يعني إلغاءها نهائيًّا، بل الاحتفاظ بها إلى حين قدوم الوقت الذي يمكن فيه الاستفادة منها. وهذا ما حصل، فعلى حين غرة (!) عادت الملفات المذكورة إلى الواجهة.

أقر الكونغرس الأمريكي العام الماضي قانونًا يتيح الفرصة لمواطني الولايات المتحدة رفع دعاوى ضد السعودية بسبب هجمات 11 سبتمبر.

ردت السعودية بغضب على قرار الكونغرس و(انتبهوا للرقم الآتي) هددت بسحب استثماراتها التي تقدر بـ 740 مليار دولار من سوق المال الأمريكية.

على الفور استخدم أوباما الفيتو ضد القرار، وعارضه وزير الدفاع ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية، لكن ذلك هو الجانب الظاهر من القضية.

حقيقة الأمر هي أن العد التنازلي كان قد بدأ بالنسبة للسعودية.

وفي مارس الماضي، تبين أن بعض شركات التأمين التي تمثل ضحايا هجمات 11 سبتمبر بدأت برفع دعاوى على المؤسسات السعودية للحصول على تعويضات.

وبدأ بعض خبراء السوق بشحن الأجواء من خلال التحذير من تسرب الأموال السعودية إلى أسواق لندن أو هونغ كونغ.

بطبيعة الحال استخدام المال كأداة لممارسة الضغوط ليس بالأمر السهل كما يبدو على الورق.

الصدام ما بين الدول قد يؤدي إلى تجميد السيولة المالية وحبسها على حين غرة.

لكن هناك ما هو أفضل من ذلك...

"الإخضاع الدبلوماسي"...

ويسمونه أيضًا "الاتفاق"...

على سبيل المثال، عقد اتفاق مع المملكة العربية السعودية والحصول على 150 مليار دولار، علاوة على إصدار قرار بمقاطعة قطر، كما حصل قبل أسبوعين..

لست أدري إن كنت تمكنت من إيصال فكرتي...

عن الكاتب

هاشمت بابا أوغلو

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس