ترك برس

نفت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية بشكل قاطع الادعاءات التي تحدثت عن نقل أنقرة معلومات استخباراتية لإسرائيل خلال ضرباتها الأخيرة على إيران، عبر قاعدة الرادار "كورجيك" الواقعة في ولاية ملاطية شرقي تركيا.

وأكد البيان الرسمي أن قاعدة كورجيك أُنشئت بما يتماشى مع الأمن القومي التركي ومصالح البلاد، وتعمل حصراً ضمن إطار مهام ومبادئ حلف شمال الأطلسي (الناتو). وأضاف أن المعلومات التي تُجمع عبر هذه القاعدة لا تُشارك إلا مع دول الحلف وفي حدود محددة، ولا يمكن تقنياً أو قانونياً نقلها إلى دول من خارج الناتو مثل إسرائيل.

https://x.com/dmmiletisim/status/1933943838084563290

وشدد البيان على أن ما يتم تداوله في هذا السياق هو "دعاية سوداء"، وأشار إلى أن نشر معلومات مضللة تمس الأمن القومي يعدّ جريمة يعاقب عليها القانون التركي بموجب المادة 217/أ من قانون العقوبات.

وأضافت الرئاسة التركية أن أنقرة ترفض بشكل صريح تحركات إسرائيل التي تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، وتعارض مشاركتها في تدريبات الناتو، مؤكدة أن موقفها هذا معلن وثابت داخل الحلف أيضاً.

ودعت الرئاسة التركية الرأي العام إلى تجاهل مثل هذه الادعاءات التي وصفتها بـ"المغرضة والمضللة".

قاعدة "كوراجيك" 

تُعد قاعدة الرادار "كوراجيك" (Kürecik) من أهم المنشآت العسكرية التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في تركيا، وتقع بولاية ملاطية شرقي البلاد. تم تشغيل القاعدة رسمياً في عام 2012، وتضم منظومة رادار متقدمة من طراز AN/TPY-2، وهي جزء من مشروع الدرع الصاروخي التابع للناتو، المصمم لرصد وتتبع الصواريخ الباليستية في مناطق الشرق الأوسط، وخاصة من إيران.

القاعدة تُدار بشكل مباشر من قبل الناتو، وتخضع صلاحيات تشغيلها وضوابط مشاركتها للمعلومات لقواعد الحلف، ولا تملك الدول الأعضاء – بما فيها تركيا – صلاحيات فردية لمشاركة البيانات التي تُجمَع منها مع أطراف خارج الحلف، مثل إسرائيل.

وتثير القاعدة منذ إنشائها جدلاً داخلياً في تركيا، خاصة من قبل فصائل سياسية ترى فيها تهديداً لسيادة القرار الوطني، لكنها ظلت قائمة ضمن التزامات أنقرة تجاه حلف شمال الأطلسي.

ومنذ فجر الجمعة، بدأت إسرائيل، وبدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوما واسعا على إيران بعشرات المقاتلات، سمته "الأسد الصاعد"، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.

ومساء اليوم نفسه، بدأت إيران، بعملية سمتها "الوعد الصادق 3″، الرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، بلغ عدد موجاتها حتى الآن 6، مما أدى -بحسب وسائل إعلام إسرائيلية- إلى مقتل 3 إسرائيليين وإصابة 172 آخرين، فضلا عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات.

والهجوم الإسرائيلي الحالي على إيران يعد الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالا واضحا من "حرب الظل" التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!