أوكاي غونينسين - صحيفة وطن
ربما أكون قد تأثرت بالتطورات والأحداث السياسية العديدة التي حصلت خلال السنة الماضية، لكن يجب أنْ نتذكر أنّنا تفصلنا ستة أشهر فقط عن الانتخابات البرلمانية، وربما تكون هذه الانتخابات هي الأقل أهمية من بين الانتخابات التي جرت خلال هذا العام، والسبب في ذلك أننا لا نتوقع حدوث أي مفاجئة.
إذا أردنا الحديث عن الطرف الهام في هذه الانتخابات، فهذا يتمثل في التغييرات الجدّية والعديدة التي ستحدث في طاقم النظام الذي يحكم الدولة التركية، فأردوغان انسحب من حزب العدالة والتنمية وأصبح رئيسا للجمهورية، وكذلك لن يدخل في الانتخابات القادمة معظم المؤسسين لحزب العدالة والتنمية بسبب قاعدة الثلاث الفترات التي التزم بها الحزب.
وقد أوضح رئيس الجمهورية أردوغان، وكذلك رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو بصورة جلية أنّ هدفهم من هذه الانتخابات هو الحصول على أغلبية كافية تساعدهم على تغيير الدستور لوحدهم، دون الحاجة للاتفاق مع أي حزب آخر.
وإذا ما أراد حزب العدالة والتنمية تحقيق هذا الهدف، وبالنظر إلى النسبة التي حصلوا عليها خلال الانتخابات الأخيرة، فإننا نصل إلى نتيجة مفادها أنّ الحزب بحاجة إلى زيادة في نسبة المؤيدين إليه تصل إلى 5-6 نقاط، وهذا يعني أنه بحاجة إلى أصوات 3 ملايين ناخب إضافي عن الأصوات التي حصل عليها في الانتخابات الأخيرة.
في الانتخابات المحلية التي جرت في 30 آذار/ مارس، وكذلك في انتخابات رئاسة الجمهورية، وبسبب قوانين الانتخابات وكذلك الأحداث التي حصلت، لم يذهب 3 ملايين ناخب لحزب العدالة والتنمية إلى صناديق الاقتراع، والسبب أنهم اعتبروا نتيجة الانتخابات محسومة لصالحهم.
لهذا يهدف الحزب الآن إلى حثّ تلك الجماهير على التوجه إلى صناديق الاقتراع والإدلاء بصوتها، حتى يحصلوا على الأغلبية الساحقة التي تؤهلهم لتغيير الدستور وحدهم دون الحاجة إلى حزب آخر، ومن المتوقع زيادة نسبة المصوتين للحزب بمقدار 1-1.5 مليون صوت.
هذا الاحتمال أقرب إلى الحقيقة، ولا نشك في إمكانية حصوله، بل إنه واقع ملموس، فالأسماء الجديدة التي ستمثل الحزب في الانتخابات القادمة ستشكل دافعا جديدا، وحماسا كبيرا لمؤيدي الحزب، لكسب التحدي من جديد، ولإثبات أن حزب العدالة والتنمية لا يرتكز على أردوغان فحسب، بل يملك من الديناميكية ما يؤهله للاستمرار في الحكم لسنوات عديدة قادمة.
ولا شك أن دخول أردوغان بنفسه في الحملة الانتخابية، على اعتبار أنّ الهدف الأساسي من هذه الانتخابات هو تغيير الدستور، سيؤثر بصورة إيجابية على أصوات الناخبين لصالح حزب العدالة والتنمية.
سيطلب أردوغان من الشعب الذهاب إلى صناديق الاقتراع، والتصويت لحزب العدالة والتنمية لتحقيق غايتين، الأولى تحقيق عملية السلام والمصالحة الوطنية مع الأكراد، والثانية من أجل إنشاء دستور مدني جديد للبلاد.
وهنا لا يظهر للمعارضة أي تأثير على الوضع القائم، فقد تبقى ستة أشهر فقط على الانتخابات، وهم ما زالوا يعانون من خلافات داخلية وانشقاقات، وتأسيس أحزاب جديدة لن تساهم سوى بتشتيت أصواتهم.
ولا شك أنّ كون حزب العدالة والتنمية هو الحزب الحاكم، سيساعده في استخدام كل قوته وكل أدواته الممكنة لتحقيق هدفه الأسمى لتغيير دستور البلاد، وحسب المعطيات اليوم فإنّ الحزب قادر –ولو بصعوبة- على تحصيل نسبة 55% في الانتخابات العامة العام المقبل.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس