محمد بارلاص - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي سيجريها إلى مدينة هامبورغ الألماني يومي 7 و8 يوليو/ تموز، بمناسبة انعقاد قمة مجموعة العشرين، فقدت نكهتها منذ الآن. فالساسة الألمان رفضوا بشكل رسمي لقاء أردوغان مع الأتراك المقيمين في بلادهم.

هذا هو موقفهم

أعلن وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل، في تصريح أدلى به للصحافة، أن الرئيس رجب طيب أردوغان تقدم بطلب رسمي إلى السلطات الألمانية من أجل إلقاء خطاب أمام المواطنين الأتراك، وأن برلين لم توافق بشكل قاطع على الطلب.

وقال غابرييل إنه في حال إلقاء أردوغان خطاب على الأتراك، على هامش قمة مجموعة العشرين فإن توفير الأمن له غير ممكن، وأن الوضع السياسي الحالي الذي تمر به ألمانيا غير ملائم من أجل تنظيم مثل هذه الفعاليات.

من جانبه قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفن سيبرت إن المستشارة أنجيلا ميركل أقرت التصريح الذي أدلى به الوزير سيغمار غابرييل، وأضاف أن "هذا هو موقف الحكومة الألمانية".

حزب العمال الكردستاني يمكنه التظاهر

لا أحد سيصاب بالدهشة إذا خرج اليوم مسؤول ألماني آخر، وقال إن حكومة بلاده "تسمح لأنصار حزب العمال الكردستاني المقيمين في ألمانيا بعقد تجمع في مدينة هامبورغ يومي 7 و8 يوليو".

فبرلين لم تسمح للوزراء الأتراك بإلقاء خطابات على مواطنيهم المقيمين في ألمانيا خلال الحملة الانتخابية من أجل الاستفتاء على التعديل الدستوري في تركيا. لكن في المقابل نظم مؤيدو حزب العمال الكردستاني في الفترة نفسها مظاهرات في مدن ألمانية مختلفة.

الشعور بالثقة لدى الأتراك يتلاشى

هناك حقيقة لا يفهمها هؤلاء الألمان. كل قرار مشين يتخذونه بحق أردوغان يقابله الشعب التركي بموجة من الغضب. لأن أردوغان في تركيا هو رئيس الجمهورية...

وبالنتيجة فإن هذه القرارات المشينة تستند إلى رحيل القوات الألمانية من قاعدة إنجيرليك التركية.

كما أن احتضان ألمانيا للضباط الأتراك الفارين إليها عقب تورطهم في المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 يوليو يؤدي إلى تلاشي الشعور بالثقة لدى المجتمع التركي بألمانيا.

وما ينبغي على الساسة الألمان أن يعرفوه هو أن تركيا لن تقدم الصورة نفسها المأخوذة لديهم عن الحليف المثالي مصر في عهد السيسي.

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس