مليح ألتنوك – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

وفق الحسابات التي وضعها البعض فإن دولة حزب الاتحاد الديمقراطي، ذراع حزب العمال الكردستاني في سوريا، التي يسعى إلى تأسيسها في الشمال السوري، سوف تمتد فعليًّاعلى طول الحدود مع تركيا!

أما بالنسبة لخطة  أنقرة، فهي نفس ها التي تبنتها في السابق. فقد قام الجيش التركي، بتنظيم القوات المحلية في المنطقة، وأدخلها إلى مدينة الباب لتلعب دور الفاصل بين "الكانتونات"، التي كان حزب العمال الكردستاني يسعى إلى توحيدها.

وتعتزم أنقرة الآن تطبيق الخطة نفسها في عفرين الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب، الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي.

لكن كما تعلمون، هذا الأمر لا يتعلق برغبة تظهرها أنقرة فقط، لأن الآمر الناهي في عفرين ليس الولايات المتحدة الأمريكية، وإنما روسيا.

النبأ السار في هذا الخصوص هو أن تركيا وروسيا اتفقتا بنسبة كبيرة في المباحثات الجارية منذ أسابيع بين مسؤوليهما حول عفرين، وهو ما تؤكده مصادر دبلوماسية موثوقة.

أي أن الأيام القليلة القادمة قد تشهد إطلاق فصائل الجيش السوري الحر عملية بدعم من القوات المسلحة التركية تهدف إلى تطهير عفرين من حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب.

وفوق ذلك، بينما تتقدم تركيا في البر، هناك احتمال كبير أن تغلق روسيا الأجواء في المنطقة لمنع أي تدخل محتمل يهدف إلى مساعدة الإرهابيين على الأرض.

هذا المشهد أثار تحركًا في الداخل التركي لعناصر وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه"، وحزب العمال الكردستاني، وجماعة فتح الله غولن.

وبينما عمل أحد أذرعة الثلاثي المذكور على قتل السياسيين والعمال والمدرّسين في المنطقة الشرقية بتركيا، بدأ الآخران بنشر الأكاذيب عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأن "اللاجئين السوريين في أنقرة اغتصبوا 16 امرأة في منطقة يني محلة، وقتلوا 210 أشخاص".
بطبيعة الحال، إذا استثنينا الأغبياء ومن يسعون لتحقيق مكاسب أخرى، لا تقيم الغالبية العظمى في تركيا وزنًا لهذه الأكاذيب، التي لا يصدقها حتى الأطفال الصغار.

لكن من الواجب أيضًا التزام جانب الحيطة والحذر، ففي مثل هذه الأوقات من العام الماضي، أثارت بعض الأوساط القضية نفسها قبل المحاولة الانقلابية الفاشلة مباشرة.

عن الكاتب

مليح ألتنوك

كاتب صحفي في صحيفة ديلي صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس