محمد بارلاص - صحيفة صباح- ترجمة وتحرير ترك برس

يدرك المجتمع التركي بعد مروره ببعض الأحداث أنه لا يمكن لأي شيء أن يعود كما كان في السابق. وكانت محاولة انقلاب 15 تموز/يوليو نموذجاً من بين هذه الأحداث. إذ لم يمر سوى عام واحد على الانقلاب، إلا أن بنية الدولة ونظرة المجتمع إلى السياسة والدولة قد تغيرت إلى درجة أنّ الشعب شعر وكأنه يعيش في ظل هذا النظام الجديد منذ مئات السنين.

التغيير الجذري

كانت نظرة المجتمع إلى القوات المسلحة التركية على أنها حزب كمالي"أي حزب متعصب لمصطفى كمال أتاتورك". إذ لم يكن من الممكن أن تستمر هذه النظرة إلى الجيش بعد أن أدرك المجتمع أنه يمكن حتى للضباط أن يكونوا تابعين لتنظيم الكيان الموازي، وأن الطيارين الذي قصفوا المدنيين بطائرات الـ F16 يمثلون القوة الضاربة لتنظيم الكيان الموازي. في الواقع، تم تشكيل هيكل جديد للقوات المسلحة التركية بعد أحداث ليلة 15 تموز/يوليو، كما شهدت مجالات عديدة بدءاً من التعليم إلى النظام الهرمي والخدمات المختلفة على تغييرات جذرية عديدة في الوقت نفسه.

الذين يتظاهرون بأنهم أصدقاء

يشير القدم الخارجي لمحاولة انقلاب 15 تموز/يوليو إلى عدم وجود أي مجال أمام عودة أي شيء كما كان في السابق. كما يشير هروب الانقلابيين عقب فشل محاولة الانقلاب إلى الدول التي تدعي أنها حليفة لتركيا، واستقبال هذه الدول لهم بصدر رحب، إلى القدم الخارجي لليلة 15 تموز/يوليو. إضافةً إلى أن نظر هؤلاء الحلفاء إلى إعلان تركيا لحالة الطوارئ عقب محاولة الانقلاب على أنه يضر بمفهوم الديمقراطية، يسلّط الأضواء على القدم الخارجي ذاته أيضاً.

أزمة قطر

باختصار، بدأت تركيا عقب ليلة 15 تموز/يوليو بالاعتماد على نهج "لا تقوموا بتغطية الحقائق، وذلك أمر كافي" خلال سياستها الخارجية تجاه الدول التي تزعم أنها حليفة لتركيا. إذ أصبح هذا النهج أكثر فعاليةً مع بداية أمريكا بتسليح حزب الاتحاد الديمقراطي. في حين استندت المزاعم المتداولة حيال دعم بعض دول الخليج للانقلاب إلى الدعم غير المحدود لقطر.

النظام الدستوري

نعم .. لن يعود أي شيء كما كان في السابق. ونحن نعلم أن الخطوط الرئيسية للنظام الجديد أصبحت سارية المفعول مع التغييرات الدستورية الأخيرة. على سبيل المثال، لن يتمكن زعيم حزب سياسي من الاستمرار في عمله في حال عدم ترشّحه لمنصب رئاسة الجمهورية، كما أن الحزب الذي لم يعيّن قائده مرشحا لمنصب رئيس الجمهورية لن يكون له أي رأي في الأمور القيادية. باختصار، لن يكون أي شيء كما كان في السابق.

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس