ترك برس

قال الإعلامي الجزائري والمراقب الدولي لحقوق الإنسان أنور مالك، إن تحرّر الذات التركية اقتصادياً واجتماعياً ودبلوماسياً سيكون قوة للعالم الإسلامي على كل المستويات الاستراتيجية، وهذا بحدّ ذاته من أكبر المكاسب التي راهن عليها حزب العدالة والتنمية ونجح فيها لحدّ بعيد لكن مازالت أمامه التحديات كبيرة ومفاجئة أيضاً.

جاء ذلك في تحليل نشره موقع "أخبار تركيا"، حول الذكرى السنوية الأولى للمحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا في 15 يوليو/تموز من العام الماضي، والتي "هزّت العالم وكادت أن تعصف بنظام الرئيس رجب طيب أردوغان".

ورأى مالك أن الانقلاب الذي لا تزال الكثير من أسراره في دهاليز المخابرات التركية وأجهزة دول أخرى، كاد أن يقضي على مشوار من البناء في عهد دولة مدنية تمّ فيها تقليم مخالب دور عسكري علماني متوحّش كان لا همّ له سوى محاربة قيم الدولة التركية وإخراجها من حضنها الإسلامي.

وأشار إلى أن الشعب التركي أثبت أنه لم يعد ذلك الشعب الذي يخضع لأهواء المؤسسة العسكرية، بل أنه هو من يقرّر مصيره، وهذا بحدّ ذاته إنجاز كبير يحسب لحزب العدالة والتنمية الذي لم يتغلغل في مؤسسات الدولة كي يجعلها على مقاس الحزب بل نجح في إحداث تحولات عميقة في النفسية التركية من خلال فكر تحرّري يتجاوز سياج الأتاتوركية التي كبّلت الأتراك وأخضعتهم لقوى داخلية تتمثّل في عسكر نصّبوا أنفسهم حرّاس معبد العلمانية، وأيضا قوى خارجية تريد أن يظل هذا البلد الإسلامي تحت رحمتهم ولا يتجاوز ما يضعون له من خطوط مرئية وغير مرئية.

وأوضح الإعلامي أن فشل الانقلاب لا يعني نهاية محاولاته بسبب عدم اجتثاث التفكير الانقلابي والعدائي لدى شريحة من العسكر وغيرهم ولا يعني نهاية المخططات في دول أخرى صارت ترى أن وجود حكم العدالة والتنمية لا يخدم مصالحها أو مخططاتها للقضاء على ثورات الشعوب في إطار ما سمّي بالربيع العربي الذي تحوّل لما يشبه الخريف الدامي على الشعوب والأوطان لأسباب عديدة ليس المجال لبسطها.

واستدرك بقوله: "تركيا خرجت جريحة من تلك المحاولة الانقلابية الفاشلة ولا زالت مجروحة لم تلتئم جراحها بصفة نهائية، فجروح الانقلابات تحتاج لوقت طويل حتى تنتهي، وهذا لن يتحقق إلا بتجفيف منابعها في كل مؤسسات الدولة، وخلق ديناميكية تنموية تتماشى مع مكانة الدولة التركية التي صارت من أقوى 20 دولة في العالم".

وتابع: "نعم فشل الانقلاب في تركيا وخرج نظام الرئيس أردوغان قويّا لكن أيضا في المقابل زادت التحديات، فمن فشل في إزاحة نظام حكم وبتلك الوتيرة التي وصلت لدرجة القصف بالطيران لا يمكن أن يتوقف في التخطيط لأمور أخرى ليست بالضرورة انقلابات خاصة إن كان مدعوماً من الخارج..

فلا يكفي أن تعتقل من يخطّط ضدك أو تلاحقه بتهمة الإرهاب، بل عليك أن تراجع الكثير من الأمور الداخلية والخارجية، وإن كان الشعب التركي هو من أفشل الانقلاب فهذا يدفع حزب العدالة والتنمية على تقوية الجدار الشعبي من خلال حفظ الأمن وزيادة في مستوى الأمان ورفع من وتيرة التنمية حتى يظل هذا الشعب هو الجدار الصلب الذي يحافظ على مكتسباته الديمقراطية وبصور حضارية أكبر مما حدث في 15 يوليو/تموز 2016 وبما سيذهل العالم أكثر بملايين المرات.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!