إيفالد هيترود - صحيفة  فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ - ترجمة وتحرير ترك برس

 بمناسبة الذكرى الخامسة لتأسيس رابطة الشراكة بين بلدية الفاتح ومدينة فيسبادن الألمانية، اجتمع وفد ألماني من الأعضاء المؤسسين لهذه الرابطة مع عدد من المراسلين الصحفيين وبعض ممثلي الهيئات الألمانية في تركيا في إحدى ضواحي مدينة إسطنبول.

في ظل التوتر الذي يشوب العلاقات الألمانية التركية في الوقت الراهن، قرر أربعة عشر عضواً من مؤسسي رابطة الشراكة بين بلدية فاتح التركية ومدينة فيسبادن الألمانية السفر إلى إسطنبول نهاية الأسبوع الجاري.

وتجدر الإشارة إلى أن مدينة فيسبادن عمدت منذ خمس سنوات إلى الحفاظ على علاقاتها الرسمية مع بلدية الفاتح. وفي هذا الصدد، صرح رئيس رابطة الشراكة بين مدينة فيسبادن وبلدية الفاتح، تيلو تيلمان، أن مؤسسي الرابطة اغتنموا فرصة الاحتفال بالذكرى الخامسة لهذه الشراكة للالتقاء. وفي السياق نفسه، أورد تيلمان أنه يُمثل ثمانين عضواً من الرابطة، علما وأن ثلاثين فردا منهم ينحدرون من أصول تركية.

في أيلول/سبتمبر سنة 2012، بادر عمدة مدينة فيسبادن الألمانية السابق، هيلموت مولر، بإقرار هذه الشراكة بين المدينتين على الرغم من معارضة عدد من أعضاء المجلس البلدي لهذا الأمر. في الأثناء، كان مصطفى دمير يشغل منصب عمدة بلدية الفاتح، آنذاك، علما وأن دمير قد تم اعتقاله في نهاية سنة 2013، على خلفية قضايا فساد. وفي ذلك الوقت، لم يؤثر النقد السلبي الذي كان يواجهه حزب العدالة والتنمية عليه بأي شكل من الأشكال. وقد تجلى ذلك بوضوح خلال الانتخابات التركية في آذار /مارس سنة 2014، حيث عزز الحزب موقعه على اعتباره أقوى حزب في تركيا.

الحفاظ على رابطة الشراكة في أصعب الأوقات

في الوقت الراهن، لا يزال مصطفى دمير يشغل منصب عمدة بلدية الفاتح. وفي الأثناء، سيتكفل دمير باستقبال وفد الرابطة القادم من ألمانيا في مقر البلدية، ومن بينهم عمدة فيسبادن السابق، هيلموت مولر. وفي هذا السياق، أورد ديمير أن "العلاقات الاجتماعية مهمة للغاية في هذا الوقت الصعب". من جانبه، أقر تيلو تيلمان أن "زيارتنا خلفت ردود أفعال مختلفة في فيسبادن، حيث اتهمنا البعض "بالجنون"، فيما نصحنا البعض الآخر بالتزام الحذر".

من جهته، بادر القنصل العام التركي في فرانكفورت بطمأنة تيلمان، قائلا: "أنتم في أمان داخل تركيا". وفي سياق متصل، حذرت وزارة الخارجية الألمانية الوفد من الإجراءات الأمنية، التي اتخذتها تركيا في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز/يوليو سنة 2016، حيث تم بمقتضاها الزج بعدد من المواطنين الألمان في السجون التركية بطريقة تعسفية. فضلا عن ذلك، شددت وزارة الخارجية الألمانية على إمكانية اعتقال  أعضاء الوفد في كافة أنحاء البلاد بما في ذلك المناطق السياحية.

برنامج متنوع

ووفقاً لما ذكره تيلو تيلمان، سيستمر برنامج الوفد على امتداد أربعة أيام، حيث من المنتظر أن يقابل الوفد القنصل الألماني في تركيا، فضلا عن إجراء لقاء صحفي مع مراسل قناة "زاد دي أف" الألمانية، لوك فالبوت. علاوة على ذلك، سيجتمع الوفد بممثلين عن كل من مؤسسة "هاينريش بول" "وفريدريش إيبرت" الألمانيتين، في حين لن تتسنى له فرصة لقاء ممثل عن مؤسسة "كونراد أديناور".

من جانب آخر، يتضمن البرنامج زيارة مطار إسطنبول الجديد الذي لا يزال قيد الإنشاء، إلى جانب جسر البوسفور الجديد، فضلا عن قضاء يوم على ضفاف البحر الأسود.

وأوضح تيلو تيلمان أن أهم ما جاء في البرنامج يتمثل في الاجتماع الرسمي لمؤسسي الرابطة من الجانب التركي والجانب الألماني. وفي الأثناء، سيكون عمدة بلدية الفاتح مصطفى دمير إلى جانب أعضاء من حزب العدالة والتنمية من المشاركين في هذا الاجتماع. وأردف تيلو تيلمان أن عددا من أعضاء الوفد الألماني سيلتقون في إسطنبول بممثلين فنيين ومعلمين وأصدقاء من تركيا.

 وفي الأثناء، صرح تيلو تيلمان أن "السياسيين لن ينجحوا دائما في التحكم في مواقفنا. تمثل الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان ركائز لا غنى عنها بالنسبة لنا".

سفين غريش، أحد مؤسسي الرابطة بين المدينتين ورئيس بلدية فيسبادن الحالي، الذي كان يشغل فيما مضى منصب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الاشتراكي، رفض مشاركة الوفد في زيارته إلى مدينة إسطنبول، متعللا بأسباب شخصية. في المقابل، بادر غريش بتوجيه رسالة لنظيره التركي مصطفى دمير عن طريق تيلو تيلمان، حتى لا يُفهم رفضه على أنه موقف سياسي.

وفي سياق متصل، أورد سفين غريش أنه "في حال قررت الرابطة إلغاء الزيارة إلى إسطنبول في ظل الظروف الحالية، فمن دون شك كان الجانب التركي ليتفهم ذلك. ولكن القرار يرجع لهم في النهاية". وأكد غريش أن الوفد نجح في إجراء اتصالات مع الجانب التركي لضمان سلامة أعضائه أثناء الجولة.

وفي الأثناء، شدد سفين غريش على أن "الشراكة بين المدينتين لا تقف وراءها دوافع سياسية البتة، بل تعتبر هذه الشراكة بمثابة تبادل ثقافي يسهر على القيام به ثلة من الناشطين المدنيين. في الحقيقة، مثل هذه الشراكات تعد فعالة للغاية عندما يشوب الجمود العلاقات السياسية بين الدول".

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس