ترك برس

أكد الخبير التركي في شؤون الشرق الأوسط البروفيسور، جنكيز تومار، أن توافقا تركيا إيرانيا لو حدث منذ البداية، لما تمكنت الولايات المتحدة وروسيا من التدخل في المنطقة بهذا القدر، ولتمكن البلدان من حل كثير من القضايا لصالحهما.

وقال نائب مدير جامعة يالوفا التركية في مقابلة مع موقع "يوروآسيا دايري" إن هناك حالة من انعدام الثقة بين أنقرة وطهران من الناحية التاريخية والمذهبية، كما أن لدى إيران مشاكل مهمة، ولكن يبدو أنها بدأت تقدر التطورات الأخيرة تقديرا صحيحا خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، وبدأت تثق في تركيا.

وفيما يتعلق بالدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة وإسرائيل لإقامة كيانات كردية مستقلة، قال الخبير التركي إن الولايات المتحدة وغيرها من الدول لم تفعل ذلك حبا للأكراد، بل رغبة في إقامة دولة علمانية غير دينية تكون حليفة لإسرائيل في المنطقة، وتكون مواجهة لتركيا التي يمارس فيها حزب العدالة والتنمية سياسة مستقلة ومنحازة للشعوب الإسلامية. وقد وضع مخطط استقلال الأكراد في ثمانينيات القرن الماضي.

واستبعد تومار إن تشن تركيا عملا عسكريا لوقف مشروع استقلال الأكراد في شمال العراق، واصفا الموقف التركي من هذه القضية بأنه بالغ التعقيد، حيث تمتلك أنقرة علاقات جيدة مع مسعود البرزاني، ولولا المشاكل التي تواجهها تركيا في شمال سوريا مع وحدات حماية الشعب الكردي وحزب العمال الكردستاني الإرهابي، لكان موقفها أكثر صرامة.

ونفى تومار الزعم بأن الشعوب المقيمة في المناطق الكردية في تركيا تعيش في ظل استعمار، وقال: "يمكن أن يكون ما قامت به إسبانيا في أمريكا الجنوبية وإنجلترا في أمريكا الشمالية وكذلك هولندا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإنجلترا في إفريقيا والهند اعتباراً من القرنين السادس والسابع عشر مثالا  للاستعمار الكلاسيكي."

وأضاف: "خلال عهد نظام الانتداب لم تكن القومية الكردية مكونة ولذلك لم نر أي حركة كردية تسعى للاستقلال. ولم يظهر ما يعرف بالقومية الكردية إلا بعد الخمسينيات من القرن الماضي، وسعت لتحقيق الاستقلال. ولم تظهر الدعوة للاستقلال عن تركيا إلا بعد عام 1980. ولكن لا يمكن اعتبارها سعيا للتخلص من الاستعمار، حيث يتمتع الأتراك والأكراد في تركيا بالمساواة في الحقوق المدنية، ولا يوجد ما يمنع الكردي من شغل المناصب الرسمية الحكومية، أو أن يصبح رئيسا للجمهورية. ولذلك فهذه التطورات مختلفة جدا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!