ترك برس

تناولت تقارير إعلامية روسية المباحثات التي جرت قبل أيام بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، حول الأزمة السورية وتوريد منظومات "إس-400" الصاروخية والمسائل المتعلقة بالتعاون التجاري بين البلدين، وكذلك بناء محطة ذرية لتوليد الطاقة الكهربائية في تركيا بمشاركة روسيا.

وفي هذا الصدد، أشار فلاديمير سكوسيريف، الكاتب في صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" إلى أن العلاقات بين تركيا وروسيا كانت قد ساءت عقب إسقاط الطائرات التركية قاذفة قنابل روسية في الأجواء السورية، ولكنها بدأت تتحسن تدريجيا. ومع ذلك يشير الخبراء إلى أن هناك تناقضات ما زالت قائمة بين البلدين.

وقال الكاتب إن "أردوغان يعلن عن صداقته مع موسكو في الوقت، الذي يتعرض نظامه الشمولي لانتقادات من جانب الغرب. وأردوغان بغض النظر عن بقاء أنقرة عضوا في الناتو ووجود قاعدة عسكرية جوية أمريكية في تركيا، يستمر في توسيع علاقاته مع روسيا"، وفق تعبيره.

وبحسب وكالة "روسيا اليوم"، رأى سكوسيريف أن "هذا التحسن في العلاقات بين البلدين بعد اعتذار تركيا رسميا عن إسقاط الطائرة الحربية الروسية".

وقد أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف أن "روسيا وتركيا دولتان تتبادلان التعاون بشكل وثيق في مجالات التجارة والاقتصاد والاستثمارات وأيضا في المجال العسكري والفني والثقافي وفي تنفيذ مشروعات ضخمة.

وعلاوة على ذلك، تتعاون الدولتان في المسائل المتعلقة بالأمن في المنطقة، بما فيها سوريا".

ولا تزال مسألة سوريا تحتل مكانا مهما في المباحثات بين البلدين. فقد كان من المقرر مناقشة الوضع في محافظة إدلب في أثناء العشاء، حيث أنشئت منطقة وقف التصعيد.

ومع أن البلدين كانا يدعمان أطرافا متخاصمة، فإنهما بالتعاون مع إيران بدآ يعملان معا في إنشاء مناطق وقف التصعيد، ما ساعد على تقليص العمليات العسكرية.

وقد تعرضت رغبة تركيا بشراء منظومات الدفاع الجوي "إس-400" الصاروخية الروسية إلى انتقادات شديدة وواسعة من جانب الناتو. ولكن لماذا ترغب تركيا بشراء أسلحة من روسيا، التي يعدُّها الناتو عدوا محتملا؟

ألا يؤدي ذلك إلى تقويض التعاون داخل الحلف؟ وخاصة أن الأسلحة الروسية لا تتوافق ومعايير الحلف كما تحدث عن ذلك المسؤولون في بروكسل، بحسب وسائل الإعلام.

من جانبه، أعرب الباحث العلمي في معهد الاستشراق إلشات سايتوف، عن اعتقاده بأن "الرئيسين الروسي والتركي ناقشا مسائل متعددة. وكان بالطبع من بينها سوريا والكرد. وكذلك إحياء العلاقات الاقتصادية..

وسائل الإعلام تتحدث دائما عن الطماطم، وتسأل: هل سيعاد توريدها من تركيا إلى روسيا أم لا؟ فهي مسألة حيوية كما لتركيا كذلك لروسيا، وفق الباحث سايتوف.

ومن المرجح أنهما تطرقا إلى أنبوب الغاز "السيل التركي" وكيفية سير العمل فيه، وأيضا مسألة إنشاء المحطة الذرية لتوليد الطاقة الكهربائية "أكويو".

أما مسألة توريد "إس-400"، فأعتقد أن المسألة حُلت إيجابا. ولكن "مع الأتراك، لا يمكن اعتبار القرار نهائيا إلا بعد توريد هذه المنظومات واستلام قيمتها"، - كما يؤكد إلشات سايتوف.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!