كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

حملة أخرى أقدمت عليها تركيا سوف تُفشل محاولة عزلها من حدودها الجنوبية. فبعد عملية درع الفرات شرعت تركيا بعملية أخرى  في إدلب.

بدأت فصائل الجيش السوري الحر، المدعوم من جانب أنقرة، بتشكيل نقاط أمنية في إدلب بعد عبورها الحدود. وعقب إتمام هذه العملية سينتشر الجيش التركي في المنطقة، وسيستلم السيطرة على إدلب بشكل كامل.

هذه العملية الناجمة عن الشراكة التركية الروسية الإيرانية سيكون لها مراحل تالية. والرئيس التركي رجب طيب أردوغان أوضح أن الجيش سيقدم على مبادرات أخرى في المنطقة بعد إدلب، ولمّح إلى عملية محتملة ضد مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي، ذراع حزب العمال الكردستاني الانفصالي.

ومع إطلاق عملية إدلب أصبح محيط عفرين محاصرًا من جانب تركيا. وبينما وقفت عملية درع الفرات سدًّا في وجه خطط محاصرة تركيا، يمكن القول إن الآية انعكست مع عملية إدلب.

من المعروف للجميع أن التحركات في الشرق الأوسط لا تتحقق بسهولة. لا تستطيع أي دولة الإقدام على تدخلات عسكرية كما يحلو لها. فحتى العمليات البسيطة لا مفر فيها من مراعاة القانون الدولي والقيام باتصالات دبلوماسية تقتضي الصبر، وإقامة تحالفات جديدة.

تقدم تركيا في سوريا تحقق عبر بإقامة مثل هذه التوازنات الحساسة. وكان من المستحيل على أنقرة أن تدخل سوريا وتنفذ فيها عملية عسكرية من دون التقارب مع روسيا وإيران والعراق.

وفي الحالة العكسية، أي تحرك فجائي يمنح القوى الدولية المتربصة بتركيا ورقة تستخدمها ضدها، وأنقرة أنفقت الكثير من الوقت لتفادي السقوط في هذا الفخ.

لم نتمكن من بلوغ مرحلة الرد على "الحزام الإرهابي" على حدودنا الجنوبية إلا بعد مباحثات مكثفة وتحالفات جديدة وجولات دبلوماسية مكوكية.

ومن أجل تنفيذ عملية درع الفرات كان من الضروري إقامة شراكة جدية مع روسيا. وكذلك الأمر في إدلب، لم يكن هناك مفر من التحرك المشترك مجددًا مع روسيا وإيران.

تسعى تركيا بصبر وعزم، وكأنها تحفر بئرًا بإبرة في أرض الشرق الأوسط الزلقة، إلى كسر الحصار المحيط بها، والقضاء على جميع الأخطار، دون التعرض لأي أضرار.

لن تسمح تركيا بإقامة دولة إرهابية لحزب العمال الكردستاني على حدودها الجنوبية، ولا بزرع خنجر في صدر المنطقة عبر إنشاء "إسرائيل الثانية" في شمال العراق. هذا ما أظهرته أنقرة مجددًا للصديق والعدو.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس