ترك برس

ذهب المحلل الأمني والعسكري التركي، متين غورجان، إلى أن تعاونا أمنيا وعسكريا بين كل من تركيا وإيران سيقضي على مخاوفهما من الجماعات الانفصالية الكردية في البلدين، لكنه استبعد أن يقود هذا التعاون الأمني إلى تحالف عسكري نتيجة لعدد من الأسباب.

وقال غورجان في مقال نشره موقع المونيتور إن أولى علامات التقارب بين أنقرة وطهران رغم المنافسة الإقليمية الطويلة بينهما والتوتر في العلاقات، بدأ خلال الأزمة الجارية بين قطر والتحالف العربي الذي تقوده السعودية، والتي تدعم فيها  تركيا قطر، كما أدى الاستفتاء الذي أجرته حكومة إقليم شمال العراق يوم 25 أيلول/ سبتمبر إلى أن تأخذ  العلاقة بين أنقرة وطهران سريعا سمات التعاون العسكري والأمني.

وأشار غورجان إلى أن الاجتماعات الثلاثة الأخيرة بين الجانبين تقدم لمحة عن التقارب واتجاهه المستقبلي، وكان من نتائج زيارة رئيس الأركان الإيراني اللواء باقري لأنقرة في آب/ أغسطس الماضي تعزيز التعاون في تأمين الحدود، وتنسيق الاستخبارات، والقيام بعمليات مكافحة الإرهاب، على أن يكون الهدف الأساسي التعاون على الأرض ضد حزب العمال الكردستاني الذي تعده تركيا جماعة إرهابية، وفرعه الإيراني، حزب الحياة الحرة، ثم تهميشهما.

ونقل غورجان عن مصدر أمني في أنقرة أن البلدين وقعا بروتوكولا لتنفيذ تدريبات أمنية مشتركة على الحدود على مستوى فصيلة وسرية، وإجراء دوريات حدودية مشتركة تستهدف التهريب الذي يحقق حزب العمال الكردستاني وبيجاك أرباحا من ورائه، كما ردت ايران بالإيجاب على بناء تركيا للجدار الأمني الذي يبلغ طوله 90 ميلا على طول حدودها المشتركة مع إيران. وذكرت مصادر عسكرية إن الجانبين ناقشا مساهمة إيران فى أمن الحدود من خلال نظام مراقبة مشترك للطائرات بدون طيار أو بناء أبراج مراقبة على الجانب الإيراني من الحدود.

ويلفت إلى أن وزارة الخارجية التركية حذرة من دفء العلاقات مع طهران. وفي المقابل فإن النخبة العسكرية التي كان يتوقع أن تكون أكثر تشددا، دعت على نحو يثير الدهشة إلى توثيق العلاقات، وهو ما دفع مراقبين للتساؤل عن سبب رغبة الجيش الذي هو جزء من العلمانية في تحسين العلاقات مع إيران الثيوقراطية. والجواب هو حزب العمال الكردستاني الذي دفع الجيش لتجاوز الحساسيات العلمانية.

واستبعد غورجان أن يتطور التعاون إلى تحالف عسكري بين إيران وتركيا في المستقبل؛ لأن المحرك الرئيسي للتقارب الأخير هو إدراك الطرفين للتهديد الذي يضم حزب العمال الكردستاني وبيجاك. ولذلك فهو يستبعد شن عمليات مشتركة لمكافحة الإرهاب ضد القواعد الاستراتيجية لحزب العمال الكردستاني على المستوى العملياتي أو ضد حكومة إقليم شمال العراق، على أن يكون هناك تعاون تكتيكي على الأرض على مستوى فصائل أو سرايا.

وأورد غورجان في نهاية مقاله الأسباب التي تحول دون تطور هذا التعاون إلى تحالف عسكري: أولا أن معادلة القوى الإقليمية المتغيرة باستمرار تعني أنه يتعين على البلدين أن ينقحا مواقفهما في كثير من الأحيان، الأمر الذي قد لا يكون متوافقا دائما. ثانيا، لن تسمح الولايات المتحدة وروسيا أبدا لإيران وتركيا بتشكيل تحالف عسكري قائم على مواقفهما المناهضة للكرد. ثالثا، لا يمكن للمرء أن يتجاهل أن الاختلافات الواسعة بين الثقافات العسكرية والاستراتيجية للجيشين تعرقل الاندماج الحقيقي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!