ترك برس

بافتتاحها القاعدة العسكرية في الصومال، تحتل تركيا المركز السادس من حيث الدول التي لها قواعد عسكرية في القارة السمراء، وبالتحديد في القرن الإفريقي، بعد الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا واليابان والصين.

ومع هذا فلا يعني ذلك أن الطريق أمامها أصبح مفروشًا بالورود؛ إذ ثمة تحديات عدَّة تواجهها في مسارها للتوسع في أدغال شرق إفريقيا منها تعدد الفاعلين الدوليين وحالة الاستقطاب الدولي والإقليمي في الصومال.

وبحسب تقرير صادر عن مركز الجزيرة للدراسات، فإن هذه القاعدة التركية في مقديشو سيكون لها تداعيات على الصومال:

أولها: تزايد معدل العمليات الإرهابية: فمن المرجح أن تتزايد العمليات الإرهابية من حركة الشباب المجاهدين؛ حيث يرى قادتها أن القاعدة العسكرية التركية في البلاد احتلال تركي للأراضي الصومالية، ومن ثم تجب مقاومته، وهو أمر من شأنه أن يسهم في عدم الاستقرار في البلاد.

وثاني تلك التداعيات هو أن القاعدة العسكرية التركية ستكون صُداعًا مزمنًا بالدرجة الأولى لإثيوبيا، الجارة المؤثِّرة في الصومال، بل هي أهم قوة إقليمية مؤثِّرة في القرن الإفريقي ولها وزنها ودورها في المنطقة عمومًا وفي الصومال خصوصًا.

وترى إثيوبيا في الوجود التركي المتزايد في الصومال، وتدريب الجيش الصومالي، خطوة إلى الأمام في إعادة كيان صومالي وجيش وطني قادر على حماية البلد، وتلك مشكلة إثيوبيا مع الصومال.

ثالثًا: ليست إثيوبيا وحدها من تضيق ذرعًا بتأسيس هذه القاعدة، بل هناك أيضًا دول عديدة ستنزعج من هذه الخطوة وخاصة الدول الإقليمية المهتمة بالملف الصومالي، مثل: الإمارات ومصر وإيران والسعودية، بحجة أن ذلك سيؤثِّر على أمنها القومي.

هؤلاء لا يرون في الأمر كونه مجرد تدريب يقوم عليه 200 عسكري بل يرونه خطوة من ضمن عدة خطوات لتكريس التواجد العسكري التركي في أحد أهم الأماكن الاستراتيجية في العالم.

يعتقد الصوماليون أن تركيا تعيد الأمل لهم من خلال أعمالها الإنسانية والاقتصادية وتعاونها العسكري مع الصومال، خصوصًا أن هذه القاعدة العسكرية ستعمل على تأهيل جيش صومالي وطني، من شأنه أن يحلَّ بعد فترة محلَّ القوات الإفريقية "أميصوم"، بل ربما كان ذلك في وقت قصير.

وهو ما يعني أنه في المرحلة المقبلة سيشهد الصومال تطورًا في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية خاصة بعد تدريب 10 آلاف جندي صومالي، وهو أمر بلا شك يغيِّر المعادلة السياسية والأمنية في الصومال,

ويمكن القول إن تركيا تدعم دورها العسكري في الصومال من خلال لعب دور إنساني؛ حيث إن لها سوابق ودورًا في معالجة الأزمات التي يتعرض لها الصومال منذ 2011 ومنها الأزمات الإنسانية، نتيجة الجفاف والمجاعة، إضافة إلى تنفيذ العديد من المشروعات الإنمائية، والتنموية، والخيرية في البلاد؛ الأمر الذي جعلها تحظى بالقبول وسط المجتمع الصومالي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!