باتريسيا ألونسو - صحيفة لا فوث دي غاليثيا الإسبانية - ترجمة وتحرير ترك برس

من المتوقع أن تحقق تركيا أرباحا ستصل إلى حوالي سبعة آلاف مليون يورو خلال هذه السنة، وذلك بفضل عائدات السياحة العلاجية.

أدت حالة عدم الاستقرار التي شهدتها تركيا خلال السنوات الأخيرة إلى تراجع السياحة الثقافية مقابل تطور السياحة العلاجية. ففي حين تراجع عدد الزيارات إلى المعالم الأثرية الموجودة في إسطنبول أو إلى ساحل أنطاليا، تضاعف عدد السياح الراغبين في قضاء إجازات تجميلية.

خلال السنوات الأخيرة، تطرقت العديد من وسائل الإعلام للحديث عن رواج خدمات زرع الشعر في تركيا، ومدى جذبها للسياح. عند زيارة مراكز المدن التركية، من النادر عدم رؤية رجال تغطي رؤوسهم الضمادات التي يوجد على محيطها شريط أسود. كما يلاحظ نفس الأمر وبكثرة على المسافرين خلال الرحلات الجوية بين مدريد وإسطنبول.

من جهة أخرى، توجد وكالات سفر سياحية مهتمة بتوفير حزمة من الخدمات في هذا الصدد، التي تشمل الرحلة عبر الطائرة، والإقامة في إحدى الفنادق الفخمة، وجولة سياحية تتضمن بدورها خدمة زراعة الشعر، التي يحلم بها كل سائح. وينطبق الأمر نفسه على إسبانيا، حيث يوجد العديد من وكالات الأسفار التي توفر حزمة خدمات من هذا النوع.

في الأثناء، سلط التقرير الأخير الصادر عن المجلس التركي للسياحة العلاجية، الضوء على رواج خدمات تجميلية أخرى في تركيا؛ المتمثلة في عملية المشد البرازيلي. وبشكل عام، أصبحت هذه العملية التجميلية تحظى بشعبية وشهرة متزايدة في جميع أنحاء العالم. وتتلخص هذه العملية في زيادة رفع الأرداف وشدها من خلال زرع أو نقل الدهون.

في هذا السياق، أكد العديد من أعلام الصحافة الوردية البريطانية أنهم خضعوا خلال السنة الماضية في تركيا إلى عمليات من هذا النوع. 

في سياق متصل، كشف رئيس المجلس التركي للسياحة العلاجية، أمين كاكماك، للصحافة في أواخر شهر آب/ أغسطس، أن أعضاء المجلس يتوقعون أن يتم علاج حوالي 750 ألف سائح بنهاية هذه السنة. وعلى الرغم من أن هذا الرقم لا يعد مرتفعا للغاية، إلا أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار أنه في حين يتراوح متوسط تكلفة السائح العادي بين 500 و700 يورو، يقدر متوسط تكلفة السائح العلاجي بحوالي 8500 يورو.

وحسب كاكماك، يمكن أن يصل متوسط تكلفة السائح العلاجي إلى حدود 55 ألف يورو، وذلك بالنسبة لحالات زرع الأعضاء. في الواقع، أكد المجلس التركي للسياحة العلاجية أن نسبة "السياح العلاجيين" من "مجموع السياح القادمين إلى تركيا من حوالي 146 بلدا خلال سنة 2016"، تصل إلى حدود 90 بالمئة.

إلى جانب هذه العمليات التجميلية، يختار العديد من السياح العلاجيين الوافدين على تركيا الاستفادة من خدمة طب الأسنان، ولعل الحافز الأكبر بالنسبة لهم الأسعار المنخفضة لعمليات زرع الأسنان وتبييضها.

عموما، يعود النمو السريع الذي شهده هذا القطاع إلى جودة الخدمات المقدمة مقابل أسعار معقولة وأقل بكثير من المبالغ التي يدفعها العملاء في بلدانهم الأصلية لإجراء هذه العمليات المكلفة. ومن الأسباب الأخرى التي تفسر النمو الهائل لقطاع السياحة العلاجية في تركيا، نذكر انخفاض مرتبات الأطباء، والمساعدات التي خصصتها حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للقطاع، التي كان لها دور حاسم في هذا الازدهار.

وبفضل هذه المساعدات، أنشأت تركيا العديد من المستشفيات العمومية والخاصة خلال العقد الماضي؛ وهو ما حولها إلى الوجهة العالمية الرابعة للسياحة العلاجية. وبحلول سنة 2023، يتوقع القطاع أن تتزايد أرباحه لتصل إلى حدود 20 مليار يورو سنويا.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس