متة يارار – صحيفة قرار – ترجمة وتحرير ترك برس

"الإسلام المدني الديمقراطي".. الاسم الأصلي للمشروع المعرّف تحت اسم "الإسلام المعتدل"، وهو من وضع منظمات مدنية غير مسلمة وأجهزة استخبارات في أوروبا والولايات المتحدة. 

وُلدت التسمية في تسعينات القرن الماضي، وتم تقديمها للعالم الإسلامي بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر. حصل المشروع على الدعم المالي أولًا ثم بدأ تنفيذه.

حاول الغرب تقديم المشروع للعالم الإسلامي بكلمات معسولة على أنه بارقة أمل، ولم يتحرج من الإعلان عن مشاريع سرية في إطاره. 

تشكل المشروع عبر تصنيف أنظمة الفكر المختلفة في العالم الإسلامي، واختيار الأنسب منها بالنسبة للغرب. وفي الواقع وُلد المشروع ميتًا، وتمت تسميته استنادًا إلى الإسلام إلا أن ما يسعى لتغييره هو الإنسان.

قسّم المشروع سكان العالم الإسلامي إلى مجموعات، منها ما "يجب دعمه" ومنها ما "يجب الضغط عليه"، ومنها ما "يجب مكافحته".

تضمن المشروع مواد منفصلة تشرح كيفية التعامل مع هذه المجموعة. لكن لماذا لا يتخلى الغرب عن مصطلح "الإسلام الراديكالي" ويستخدمه باستمرار؟

هناك العديد من الأسباب. يشهد الإسلام نموًّا سكانيًّا وجغرافيًّا أسرع مع جميع الأديان الأخرى. تغيير الدين هو الأدنى في الإسلام، بينما يتم اعتناق الإسلام من جانب منسوبي الأديان الأخرى بسرعة كبيرة. 

يستغل الغرب بسهولة كبيرة المناطق التي تملك موارد غنية متذرعًا بالعناصر الراديكالية المذكورة. 

النظام العالمي الجديد بحاجة إلى عدو يحاربه، والرأسمال العالمي وضع اسمًا لهذا العدو، وهو "الإسلام الراديكالي".

إذا تركنا كل هذه التعاريف والتسميات جانبًا، لم يألُ الغرب جهدًا في تحويل سكان العالم الإسلامي إلى راديكاليين.

فمن يسعون لاستلام الحكم عن طريق الانتخابات يُطاح بهم على يد ديكتاتورات عسكريين. وتحتل بلدان غربية مناطق يمكن أن ينتشر فيها تنظيمات مثل داعش، ثم تنسحب منها. تُثار النعرات الطائفية والخلافات المذهبية، ويتفاقم الفقر بسبب استغلال الثروات على يد الغرب، الذي يواصل دعم الزعماء المناهضين للديمقراطية من أجل الحفاظ على النظام القائم. 

لكن الغرب يسعى من جهة أخرى إلى إلقاء التهمة على الإسلام من أجل إجبارنا على التغيير.

أقول للبلدان الغربية: ارفعوا أيديكم عن البلدان الإسلامية وكونوا ديمقراطيين كما يجب، ودعكم من توجه رسائل باطنية تحضوننا في على الاعتدال.

وأقول لمن يوجهون رسائل خاطئة إلى الغرب قائلين "سوف نعود إلى الإسلام المعتدل في العالم الإسلامي":

الراديكالي هو الإنسان نفسه، إذا كنتم لا بد عائدين فعودوا إلى الإنسان المعتدل، ودعوا معتقداتنا وشأنها.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس