عاكف بيكي – صحيفة قرار – ترجمة وتحرير ترك برس

انتشرت في بعض الصحف أمس خريطة طريق جديد سوف تُتبع في أزمة القدس، تُحضر للعودة إلى طاولة الحوار مع ترامب بما انه لا يلوح في الأفق حل يلغي الولايات المتحدة.

إذا اعترف الرئيس الأمريكي بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين مستقلة فإن القضية ستنتهي.

أي إذا تراجع عن إصراره على إعلان القدس بأسرها عاصمة لإسرائيل، وصحح قراره الاستفزازي بالقول إن "القدس الغربية فقط" عاصمة لإسرائيل، عندها ستنحل المشكلة.

لا اعترض على المسوغ، فهذا موقف واقعي. لكن ما مدى واقعية الاعتقاد بأن ترامب سوف يتخلى عن عناده؟ ما مدى واقعية السعي إلى حل مع ترامب وكأن هناك احتمال بأنه لن يصر على قراره، ولن يتعنت في موقفه؟

لو كان سيقتنع، ألم تكن جهود أنقرة السابقة ستثمر في إيقافه؟

وللصدفة أيضًا، نشرت صحف الأمس خريطة طريق لخطة عن كيفية معاقبة الإدارة الأمريكية الأمم المتحدة. فترامب يعتبر أن عزل بلاده في قضية القدس، على الرغم من إسهاماتها الكبيرة حتى اليوم، نكران للجميل لا يمكن غفرانه.

فهل يمكن التصرف وكأنه لا يصر على موقفه ولا يعاند ولا يفرض العقوبة ولا يتجه لحسم 285 مليون دولار من مخصصات بلاده للأمم المتحدة؟

ما الذي يبعث على الأمل بأن يصحح ترامب قراره؟

ما زال الوقت مبكرًا جدًّا للحديث عن استعدادت لتطبيع العلاقات..

توجيه رسائل حول الرغبة بإصلاح ذات البين ألن يزيد من جرأة ترامب؟

وهل أقدمت الإدارة الأمريكية على خطوات لإعادة الثقة؟ هل أقدم ترامب على تغيير في موقفه؟ هل تبلورت شروط إعادة بناء الثقة؟ ما مناسبة كل هذه العجلة!

وعلاوة على ذلك، فنحن لم نقع علاقاتنا مع ترامب، حتى نتقارب معه من جديد.

كما أنه لم يكن هناك من يقول "لنقطع علاقاتنا تمامًا بهدف معاقبة الولايات المتحدة على إمبرياليتها ولنفرض عليها عقوبات اقتصادية ودبلوماسية ولنوقفها عند حدها، حتى تعلم أن الله حق".

وإذا كان لا بد من الأخذ بمقولة وجوب الفصل بين ترامب والولايات المتحدة، والتعامل مع أحدهما على أنه أهون الشرين، ألا يجب اعتبار ترامب أسوأ من الولايات المتحدة، ومحاولة كسب الأمريكيين العاقلين والنظام الأمريكي الذي يجابه ترامب؟

كما اعتبرنا قراره بشأن القدس في حكم الملغى، ألن يساهم تجاهلنا ترامب لفترة في تحقيق النتيجة المرجوة؟

لكن.. حتى إذا لم يؤخذ بعين الاعتبار مقترح فرض عقوبات في العلاقات مع ترامب، وعدم الرد على اتصالاته إذا تطلب الأمر، وتجاهله بشكل مؤقت.. فعلى الأقل لننتظر حتى تبرد الأزمة ولا نفتح الباب فورًا أمام العمل المشترك.

عن الكاتب

عاكف بيكي

كاتب في صحيفة حريت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس