غونري جيوا أوغلو – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

كانت "حملة القدس" مسعى من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أمل أن تكون له "طوق نجاة" يخلصه من مشاكل السياسة الداخلية، وسعى للحصول على الدعم اليهودي في جميع المجالات السياسية والمالية وعالم الأعمال.

جميع الرؤساء الأمريكيين دأبوا في كل ستة أشهر على تأجيل تطبيق قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها، إلى أن جاء ترامب ووقع القرار قائلًا: "لا تأجيل بعد اليوم، آن الآوان".

أخصائي جيد في الأمراض النفسية يمكنه أن يعتبر طول توقيع ترامب وارتفاعه البالغ 4 سم، مؤشرًا على "روح مريضة". 

لكن لم يكن لتوقيع ترامب النرجسي تأثير مماثل لأبعاده.

وكانت نتيجة التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد قرار الإدارة الأمريكية بمثابة "تحدٍ جماعي" للولايات المتحدة، وفق تعبير صحيفة نيويورك تايمز. 

والتهديدات الأمريكية لم يكن لها "تأثير مرعب" كما كان يُعتقد.. 

لأن الخطأ والظلم كانا واضحين وضوح الشمس في كبد السماء.

يقول الصحفي التركي سولي أوزل: "بينما من الواجب اعتبار الولايات المتحدة أمينة على النظام العالمي، تمثل المشكلة الأكبر وربما العنصر الأخطر في هذا النظام".

المثقفون الأمريكيون والعالم يدركون ذلك. 

الولايات المتحدة كانت معزولة في مجلس الأمن، وفي شبه عزلة بالجمعية العامة.

وباستثناء دول مغمورة لم يقدم الدعم الصريح للولايات المتحدة سوى إسرائيل.

أما بعض الدول الكبرى فامتنعت عن التصويت بعد التهديدات الأمريكية. 

لنقرأ الآن المشهد الماثل أمامنا:

- دور الوسيط

كانت الولايات المتحدة تلعب دور الوسيط الوحيد والرئيسي منذ مدة طويلة بين فلسطين وإسرائيل. والآن فقدت هذا الدور.

- الدعم العربي

كان التحالف بين الولايات المتحدة والسعودية الإمارات يستعد لفرض خطة لصالح إسرائيل في فلسطين، وكان يفكر حتى بمنح فلسطين عاصمة أخرى. ربما لم يعد هذا المخطط قابلًا للتطبيق.

- العنصرية

كما باءت بالفشل أيضًا الخطة الرامية للفصل بين المسلمين العرب وغير العرب والإيقاع بينهم. وفي اللحظات الأخيرة وقعت السعودية والإمارات ضد الولايات المتحدة، ووقفتا في المعسكر نفسه مع البلدان المسلمة غير العربية.

نأتي الآن إلى الدور التركي..

منذ البداية حملت تركيا، بصفتها الرئيس الدوري لمنظمة التعاون الإسلامي، راية الحركة الساعية إلى إفشال حملة الولايات المتحدة بشأن القدس.

والنتيجة التي تم الحصول عليها نجاح هام لتركيا.

وإنه لأمر هام فعلًا إحراج رئيس دولة عظمى، ودفع الولايات المتحدة إلى عزلة دبلوماسية خلال فترة قصيرة بهذا القدر.

لكن لكل فعل رد فعل.

وكلما كان الفعل كبيرًا كان رده بنفس الحجم.

والآن، ينبغي التفكير بما سيفعله ترامب ذو الانفعالات البدائية وردود الأفعال الجامحة..

عن الكاتب

غونري جيوا أوغلو

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس