ترك برس

رأى الخبير والمحلل السياسي التركي، جاهد طوز، إن هناك جملة أهداف وراء عملية "غصن الزيتون" التي أطلقتها القوات المسلحة التركية، بالتعاون مع الجيش السوري الحر، في منطقة "عفرين"، ضد ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG)، الذراع السوري لمنظمة "حزب العمال الكردستاني" (PKK)، والمدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية.

وخلال حوار مع صحيفة الشرق القطرية، قال طوز إن العملية العسكرية التركية "غصن الزيتون"، تندرج في سياق حماية الأمن القومي التركي، والحق في الدفاع عن النفس، كما أنها تستند إلى القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وخاصة المادة 51 من اتفاقية الأمم المتحدة.

وأضاف: "بكل تأكيد، فإن العملية تستهدف بالأساس إرهابيي وحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني، علماً أن العملية تهدف إلى تعزيز وحدة الأراضي السورية".

وحول أهمية منطقة عفرين بالنسبة للأمن القومي التركي، قال طوز: "لا شك أن عفرين، التابعة لمحافظة حلب شمالي سوريا، تعتبر ذات أهمية حاسمة لتوفير الأمن للولايات الحدودية التركية وحمايتها، وحماية مناطق درع الفرات، وبالتالي فإن وجود منظمات إرهابية في عفرين يعني وقوع ولاية كليس، ومعظم مناطق ولاية هطاي في مرمى نيران تلك المنظمات".

وعمّا إذا كانت العملية ستتوسع لتشمل مناطق أخرى، أعرب الخبير التركي عن اعتقاده في أن العملية قد تتوسع خاصة منطقة منبج، وشرق الفرات، وستكون العملية على مرحلتين بهدف تطهير المنطقة من العناصر الإرهابية نهائياً، مستندًا إلى تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان.

أمّا أهمية عفرين بالنسبة لإرهابيي (YPG/ PKK)، فهي تتمثل - بحسب الخبير - في أنها تعد منفذاً مهماً لهما نحو البحر المتوسط، خاصة أنهما يعملان على التمدد خارج الحدود السورية، وتحديدا في اتجاه الأراضي العراقية شرقًا، وذلك على طول الحدود مع تركيا.

كما أن عفرين تعد مركزا للتنظيمين لتهريب مسلحين وأسلحة وذخائر عبر خط عفرين – الأمانوس، من أجل تغذية ودعم الإرهاب على الأراضي التركية.

وعن الجدول الزمني للعملية، قال طوز: إلى الآن لم يتم الإعلان عن الجدول الزمني للعملية، ولكن من خلال تصريحات صناع القرار التركي، أعتقد أن الجيش سيبذل قصارى جهده من أجل أن تنتهي العملية في أقرب وقت ممكن.

وقد شهدنا في الساعات الأولى تحرير بعض القرى والأحياء في المدينة، وبالتالي هذا يسهل أمام الجيش التركي طرد العناصر التركية في أقرب وقت ممكن.

وبحسب الخبير التركي فإن أهداف الدولة التركية، من خلال العملية العسكرية التي قامت في عفرين تتمثل في:

- ضمان أمن الحدود التركية مع سوريا.

- وقف عمليات تصدير تنظيمي "بي واي دي" و "بي كا كا" للإرهابيين والأسلحة والذخائر إلى الأراضي التركية، وتحديداً عبر جبال الأمانوس.

- منع المنظمتين الإرهابيتين من الانفتاح على البحر المتوسط، ومن ثم التواصل المباشر مع العالم الخارجي.

- ضمان سلامة واستمرارية عملية درع الفرات.

- السيطرة على منطقة تل رفعت وضمان عودة المدنيين إلى ديارهم.

- منع الولايات المتحدة من دعم المنظمات الإرهابية.

وشدّد على أن تركيا أدركت أنه لم يعد لديها خيار آخر سوى القيام بهذه العملية في هذا التوقيت، بعد أن فقدت الأمل في وقف الولايات المتحدة لدعم هاتين المنظمتين الإرهابيتين، وبعد أن بذلت طوال الـ 4 أشهر الماضية جهودا دبلوماسية وسياسية لوقف وصول الدعم لهما، وخاصة على الحدود التركية.

كما أن إعلان واشنطن تشكيل كيان كردي قوامه 30 ألف مسلح على الحدود التركية، كان بمثابة إعلان حرب على تركيا، وبالتالي كان من المهم التحرك فوراً لوقف أي عمل يستهدف الأمن القومي التركي.

وعن انعكاس العملية على العلاقات التركية - الأمريكية، قال طوز: أعتقد أن هذه العملية، لن تتسبب في قطع العلاقات بين تركيا وأمريكا، وأتوقع أن تراجع واشنطن سياساتها في دعم هذه الجماعات.

وربما تكون هناك تفاهمات قادمة بين أنقرة وواشنطن، لتجنب تصعيد الأزمة، كما حدث أيضا بعد استفتاء كردستان العراق، عندما أصرت تركيا على رفضها لانفصال الاقليم، الأمر الذي جعل الولايات المتحدة تتراجع عن موقفها المؤيد للانفصال، وتتفهم الرفض التركي، وهو ما جعل الأكراد يتراجعون عن قرارهم.

وأعلنت رئاسة الأركان التركية، السبت الماضي، انطلاق عملية "غصن الزيتون" بهدف إرساء الأمن والاستقرار على حدود تركيا وفي المنطقة والقضاء على إرهابيي (PKK / YPG / PYD) و(داعش) في عفرين، وإنقاذ سكان المنطقة من القمع.

وشدّدت الأركان التركية، في بيان، على أن العملية "تجري في إطار حقوق تركيا النابعة من القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب وحق الدفاع عن النفس المشار إليه في المادة 51 من اتفاقية الأمم المتحدة مع احترام وحدة الأراضي السورية".

وأكدت أنه يجري اتخاذ كافة التدابير اللازمة للحيلولة دون إلحاق أضرار بالمدنيين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!